اقتحمت مليشيا الحوثي، صباح الثلاثاء، مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) في صنعاء، واحتجزت عدداً من الحراس، وصادرت معدات وأجهزة إلكترونية، في أحدث تصعيد يستهدف وكالات الأمم المتحدة وموظفيها تحت ذريعة "التجسس".

 

وقالت مصادر محلية وإعلامية إن مسلحين حوثيين داهموا مقر المكتب الواقع في شارع حدة، واحتجزوا ثلاثة من حراس المقر لساعات قبل الإفراج عنهم، بعد أن استولوا على أجهزة ومعدات حيوية يستخدمها المكتب في إدارة مشاريعه الإنمائية.

 

وأكدت المصادر أن المسلحين ظلوا داخل المبنى لعدة ساعات، قبل مغادرته عقب مصادرة أصول ومعدات اتصالات وأجهزة تقنية.

 

ويُعد مكتب اليونبس أحد أبرز المكاتب الأممية في اليمن، إذ يشرف على تنفيذ مشاريع حيوية تشمل تشغيل المستشفيات، وتزويدها بالمعدات والمولدات، وصيانة الطرق والجسور، وخزانات المياه، ودعم أقسام الطوارئ في المرافق الصحية.

 

وجاء هذا الاقتحام بعد ساعات من حادثة مماثلة طالت مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بصنعاء، حيث داهمت عناصر حوثية المقر وصادرت بعض أصوله، وفقاً لما نقلته وكالة شينخوا عن مصادر أممية.

 

من جانبه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن جماعة الحوثي تواصل حملة اختطاف ممنهجة ضد موظفي الأمم المتحدة، ليرتفع عدد المحتجزين إلى 59 موظفاً أممياً، بينهم امرأتان تعملان في وكالات تابعة للأمم المتحدة.. وأوضح أن عناصر حوثية اقتحمت خلال الساعات الماضية عدداً من المكاتب الأممية وصادرت معدات اتصال وتقنيات تشغيلية.

 

وخلال الشهرين الأخيرين، صعّدت المليشيا من هجماتها ضد المنظمات الأممية في مناطق سيطرتها، حيث شهد شهرا سبتمبر وأكتوبر سلسلة اقتحامات وعمليات نهب واختطاف لمقار وموظفين، تحت مزاعم ملاحقة "خلايا تجسس".

 

وبحسب تقارير حقوقية، فإن عام 2025 يُعد الأسوأ على الإطلاق في سجل الانتهاكات ضد العاملين في المنظمات الأممية منذ اندلاع الحرب، إذ تجاوز عدد المختطفين 60 موظفاً، توفي أحدهم تحت التعذيب، فيما لا يزال آخرون قيد الاحتجاز حتى اليوم.