‏يوم المعلم في اليمن: احتفال بالعجز وتكريم للصبر

  • خاص - الساحل الغربي:
  • قبل 5 ساعة و 16 دقيقة

في الخامس من أكتوبر، يحتفل العالم بالمعلمين تقديراً لدورهم في صناعة الإنسان والمجتمع، لكنه يتحوّل في اليمن إلى مرآة قاتمة لمعاناة المعلمين: رواتب منقطعة منذ أشهر في مناطق الحكومة، وعقد كامل من التجاهل في مناطق سيطرة الحوثيين، مدارس تنهار كبيوت من ورق، ومعلمون يعيشون مأساة يومية وسط صمت رسمي ودولي يشي باللامبالاة.
 
البرلماني عبده بشر كتب: ماذا قُدم للمعلم اليمني من قبل السلطات اليمنية والأمم المتحدة ومبعوثيها؟ هل نحتفل بالجرائم المرتكبة بحق التعليم والمعلم في ظل استمرار انقطاع الرواتب لأكثر من عشر سنوات والاستهداف الممنهج للعلم والمعلم؟
 
فالسلطات تمارس الفشل كفن، والمجتمع الدولي يراقب، ولا يقدم حلول، ويصم آذانه عن صرخات من لم يبقَ له إلا صبره.
 
فالواقع لا يقل قسوة عن الانقطاع ذاته: فبينما العالم يرفع المعلم مكانته وكرامته، يظل المعلم اليمني يتخبط في فراغ مرعب، محاصراً بين حرب بلا نهاية، ووعود متكررة، وسياسات تعيد إنتاج الجوع والفقر كل صباح.. تعليم اليمن صار ورقة سياسية باردة، والمعلم عرضاً يُعرض على الشاشات، فيما الأمم المتحدة ومبعوثوها يختارون الحياد وكأن الصمت هنا "احترافية".
 
في النهاية، تبقى الصرخة صادرة من الصفوف، من العرق والدم، من المعلمين الذين يزرعون معنى التضحية في أرض اختارت سلطاتها أن تكون شاهدة على جرائم يومية، ومرآة لكل سلطة غائبة، لكل وعد مؤجل، ولكل مبعوث دولي يراقب مأساة وطن وهو يحتضر، من وراء مكاتب فاخرة وأقلام جاهزة لتجميل الصور والحقائق.
 
ختاماً، يقول الحق:
«أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»
 
في اليمن، اليوم العالمي للمعلم صار احتفالاً بالألم، ومهرجاناً للتجاهل، ونصباً تذكارياً صارخاً للفشل المحلي والدولي معاً.

ذات صلة