لغم حوثي يبتر ساق مواطن في المخا ويترك عشرة أطفال بلا معيل
- عبدالصمد القاضي، الساحل الغربي:
- قبل 2 ساعة و 34 دقيقة
في صباح الأحد 20 أكتوبر 2022، خرج محمد سعيد صالح ناجي (50 عاماً) من منزله البسيط في سوق النجيبة بمديرية المخا، وهو يحمل همّ أسرته الكبيرة المكونة من عشرة أطفال.. كان أمله أن يعود في المساء وقد ظفر بعمل يسد رمقهم؛ لكن الطريق انقلب إلى مأساة.
ركب محمد سيارة النقل الصغيرة المعروفة محلياً بـ"الدينّة"، متوجهاً إلى مديرية حيس. وعند مروره فوق جسر ظمي، انفجر لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي في المنطقة؛ الانفجار كان مدمراً: مرافق السائق فارق الحياة على الفور، السائق أصيب بجروح متفرقة، بينما أصيب محمد إصابة بالغة في ساقه اليمنى.
نُقل محمد على عجل إلى المستشفى الميداني في المخا. وهناك، كان القرار الطبي القاسي: بتر ساقه من أسفل الركبة لإنقاذ حياته.
يروي محمد قصته بصوت يختلط فيه الألم بالعجز:
خرجت أبحث عن رزقي، وعدت بلا ساق... كيف أعود للعمل وأنا لا أستطيع حتى الوقوف؟
منذ ذلك اليوم، يعيش محمد في منزله مع أسرته الكبيرة بلا مصدر دخل ثابت. لم يعد قادراً على العمل، فيما يحتاج أطفاله إلى طعام وشراب وملبس وتعليم؛ الأسرة وجدت نفسها فجأة في مواجهة قاسية مع الفقر والحرمان، بعد أن فقدت معيلها الوحيد.
قصة محمد نموذج لمعاناة مئات الأسر التي غيّرت الألغام الحوثية مسار حياتها.. كل لغم يزرع لا يقتل أو يصيب فرداً فقط، بل يجرّد أسرة كاملة من أبسط حقوقها في العيش بكرامة.
محمد اليوم بحاجة ماسّة إلى طرف صناعي يعينه على الحركة، وإلى دعم غذائي ومعيشي يخفف معاناة أسرته؛ وهو يناشد خلية الأعمال الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية، ويوجّه نداءً خاصاً إلى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الفريق أول ركن طارق صالح، أن يمدّ يده لإنقاذه وأطفاله من اليأس.
محمد وأطفاله العشرة ينتظرون بصيص أمل يعيد إليهم الحياة، بعدما سلبهم لغمٌ حوثي أبسط مقوماتها.