شهدت العاصمة المؤقتة عدن، ومعها مختلف المحافظات المحررة، الأحد، انطلاق العام الدراسي الجديد 2025-2026، وسط حضور رسمي ومجتمعي واسع عكس إصرار اليمنيين على جعل التعليم أولوية وطنية وخياراً لا بديل عنه لمواجهة الصعوبات، ورسالة أمل بأن "المعركة الأهم والانتصار الأكبر" يكمنان في مقاعد الدراسة.

 

من مكتبه في رئاسة الحكومة، تابع رئيس مجلس الوزراء الدكتور سالم صالح بن بريك وقائع التدشين، معلناً عودة أكثر من 2.7 مليون طالب وطالبة إلى مدارسهم الحكومية والأهلية في عدن وبقية المحافظات.. وأكد أن التعليم يمثل محطة وطنية فارقة واستثماراً في رأس المال البشري، مشدداً على التزام الحكومة بدعم المعلمين، وضبط رسوم المدارس الخاصة، وانتظام صرف الرواتب والتسويات؛ وقال: "التعليم واجب وطني مقدس ورسالة صمود في وجه الظروف الراهنة".

 

وفي عدن، دشن وزير التربية والتعليم طارق العكبري ومحافظ العاصمة أحمد لملس العام الدراسي الجديد بجولة ميدانية في مدارس خور مكسر، مؤكدَين دعم الحكومة والسلطة المحلية لاستقرار العملية التربوية، فيما عبّر المحافظ عن سعادته بعودة الطلاب إلى مقاعدهم، مجدداً التزامه بتذليل الصعوبات.

 

في تعز، شهدت المديريات المحررة إقبالاً كثيفاً مع توجه أكثر من 520 ألف طالب وطالبة إلى 1045 مدرسة.. وقاد وكيل المحافظة رشاد الأكحلي ونواب مكتب التربية عملية التدشين، مؤكدين أن الحضور الطلابي والمجتمعي يمثل رسالة صمود من مدينة العلم والثقافة؛ كما شهدت مديريتا الوازعية وموزع تدشيناً رسمياً، أكدت خلاله السلطات المحلية أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص وصون حقوق المعلمين.

 

وفي المخا، دشّن مدير عام المديرية سلطان محمود، بمعية قيادات من المقاومة الوطنية ومكتبها السياسي، العام الدراسي بزيارة مدارس عدة، مؤكداً أن التعليم هو خط الدفاع الأول في مواجهة محاولات مليشيا الحوثي تحريف المناهج؛ وأكدت قيادة المقاومة دعم الكادر التربوي وتوفير الاحتياجات اللازمة للعملية التعليمية.

 

وفي مديرية حيس بمحافظة الحديدة، دشن مدير المديرية مطهر القاضي العام الدراسي الجديد، مشيداً بإقبال أكثر من 14 ألف طالب في المرحلة الأساسية و950 طالباً في الثانوية، وسط دعوات لمعالجة قضايا المعلمين.

 

أما في الضالع، فقد شهدت مديرية قعطبة اجتماعاً تحضيرياً موسعاً برعاية السلطة المحلية، تناول الاستعدادات والصعوبات المتعلقة بالمرتبات والكتاب المدرسي؛ وأكد مدير عام المديرية بكر الشاعري أن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء المستقبل، داعياً إلى تحسين أوضاع الكادر التعليمي.

 

وفي محافظة مأرب، دشن الوكيل علي الفاطمي العام الدراسي بحضور رسمي ومجتمعي، مؤكداً توفير الكتاب المدرسي والحوافز للمعلمين، ومحذراً من خطورة ما تقوم به مليشيا الحوثي من تدمير ممنهج للقطاع التربوي وتحريف المناهج.

 

في محافظة لحج، أعلن مكتب التربية جاهزية المدارس الحكومية والخاصة، مشيداً بالدعم الكبير الذي يقدمه المحافظ أحمد تُركي، بما في ذلك إنشاء صندوق دعم المعلمين لتحسين أوضاعهم المعيشية وضمان استقرار العملية التربوية.

 

وفي حضرموت، دشّن المحافظ مبخوت بن ماضي العام الدراسي الجديد بزيارة مدارس المكلا، مؤكداً أن التعليم أولوية قصوى للسلطة المحلية؛ ويبلغ عدد طلاب المحافظة أكثر من 324 ألف طالب وطالبة موزعين على 886 مدرسة.

 

من عدن إلى حضرموت، مروراً بتعز ومأرب والساحل الغربي والحديدة ولحج والضالع، عكست مشاهد التدشين صورة وطنية جامعة؛ حضور طلابي كثيف، دعم رسمي ومجتمعي، واستنفار تربوي واسع... ورغم الصعوبات، بدت رسالة العام الدراسي الجديد واضحة:

اليمنيون اختاروا التعليم بوصفه وبوابة بناء المستقبل، وجبهة الصمود الكبرى ضد التخلف والرجعية.