أقدمت مليشيا الحوثي، الجمعة، على اختطاف شاب من طلاب القرآن الكريم أثناء وجوده داخل مسجد في قرية الركب - الهجرة بمديرية وصاب العالي بمحافظة ذمار، في حادثة وُصفت بأنها تصعيد جديد يستهدف الأنشطة الدينية والقرآنية.

 

وذكرت مصادر محلية أن مسلحين حوثيين داهموا المسجد خلال انعقاد درس للتحفيظ، واقتادوا بالقوة الشاب عياش محمد ناصر (17 عاماً) دون توجيه أي تهمة له، رغم أنه كان قد عاد مؤخراً إلى منطقته عقب إتمام دراسة العلوم الدينية في مدرسة تابعة للتيار السلفي "المهادن" في ذمار، وهو تيار سبق أن تعهدت المليشيا بعدم استهدافه مقابل ابتعاده عن أي نشاط سياسي.

 

الحادثة أعادت إلى الواجهة المخاوف المتصاعدة من توسع دائرة استهداف الحوثيين لطلاب العلم والدعاة، في إطار سياسة الترهيب وتكميم الأفواه.

 

من جانبها وبالتوازي، أصدرت مؤسسة تمكين المرأة اليمنية (YWEF) تقريراً حديثاً في اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا العنف القائم على أساس الدين أو المعتقد، وثّقت فيه أكثر من 4352 انتهاكاً حوثياً ضد حرية الدين والمعتقد.

 

وأوضح التقرير أن المليشيا حوّلت المساجد إلى مراكز عسكرية وطائفية، واستغلتها في تخزين الأسلحة وزراعة الألغام، إلى جانب تفجير وقصف عشرات المساجد، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى؛ كما كشف عن مقتل أكثر من 311 إماماً وخطيباً، وتوثيق 652 حالة اختطاف وتعذيب بينهم 13 توفوا تحت التعذيب.

 

ولم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، لكنها امتدت لتطول الأقليات الدينية من بهائيين ويهود ومسيحيين، عبر الاعتقالات والتهديدات ومنع ممارسة الشعائر الدينية، في سياسة وصفتها المؤسسة بالمنهجية والممنهجة لفرض فكر الجماعة بالقوة.

 

تزاوج حادثة ذمار الأخيرة مع ما ورد في التقرير الحقوقي يبرز حجم الخطر الذي يهدد حرية المعتقد ودور العبادة في اليمن تحت سيطرة مليشيا الحوثي، في ظل صمت دولي يفاقم معاناة الضحايا ويمكّن الجناة من الإفلات من العقاب.