412 يوماً من الغياب القسري.. مصير غامض لاستشاري إداري في سجون الحوثيين

  • صنعاء، الساحل الغربي:
  • 11:29 2025/08/14

كانت نظرات أطفاله الستة معلقة بباب المنزل، يترقبون عودة والدهم الذي خرج ذات مساء ولم يعد –منذ أكثر من عام– يعيشون وأمهم على أمل يوشك أن ينطفئ، بعد أن اختطفته مليشيا الحوثي من قلب منزله في صنعاء، تاركة أسرته غارقة في القلق والانتظار.
 
ففي مساء الخميس 6 يونيو 2024، داهمت عناصر المليشيا المنزل واختطفت الاستشاري الإداري المعروف لبيب شائف محمد إسماعيل العبسي (49 عاماً)، واقتادته إلى جهة مجهولة دون أمر قضائي أو تهمة معلنة؛ منذ تلك اللحظة انقطع أي تواصل بينه وبين أسرته، ولم يُسمح لهم بزيارته أو معرفة مكان احتجازه، رغم مرور أكثر من 412 يوماً على اختفائه القسري.
 
العبسي، الحاصل على بكالوريوس في الاقتصاد وماجستير في الإدارة العامة، يشغل منصب مدير عام الدراسات والبحوث في المركز الوطني للمعلومات، ويرأس مركز "الدار الرابع" للاستشارات... طوال مسيرته عُرف بأنه من الكفاءات الوطنية المخلصة، بعيداً عن أي نشاط سياسي أو عسكري، مكتفياً بسلاح العلم والقلم ومشاريع التنمية.
 
تقول عائلته إن غيابه ترك فراغاً إنسانياً ومادياً مدمراً، فهم كانوا يعتمدون عليه كلياً في إعالتهم؛ زوجته وأبناؤه يعيشون اليوم على وقع الخوف واليأس، بينما هو يواجه عزلة قسرية وانقطاعاً تاماً عن العالم الخارجي، في مشهد يلخص حجم المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها المختطفون في سجون الحوثيين.
 
قضية العبسي أثارت استنكاراً واسعاً بين الحقوقيين، بينهم المحامية وقاضي التحقيق إشراق المقطري، التي اعتبرت أن اعتقاله يأتي ضمن حملة منظمة تستهدف الكفاءات الوطنية المسالمة، مؤكدة أن "المعتقلين من هذه الفئة لم يحملوا سلاحاً سوى أفكارهم وأنشطتهم التنموية".
 
هذه الحادثة بكل تفاصيلها المؤلمة، ليست سوى جزء من سلسلة طويلة من الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، حيث تتقاطع سياسات القمع مع غياب المساءلة، لتغتال مستقبل وطن عبر تغييب نخبه العلمية والإدارية.

ذات صلة