في خطوة وُصفت بأنها تضييق إضافي على الحريات، فرضت مليشيا الحوثي في محافظة المحويت ما أسمته "رقماً قبلياً" جديداً يحدد ضوابط صارمة على حفلات الأعراس النسائية، تشمل منع استقدام المغنيات والفرق الموسيقية، وفرض غرامات مالية وحبس للمخالفين.

 

وكشفت وثيقة متداولة، موقّعة من عدد من مشايخ وأعيان وقيادات محلية في مدينة المحويت، أن اجتماعاً عُقد مطلع أغسطس الجاري أقرّ منع دخول الفنانات أو الفرق الموسيقية إلى الأعراس النسائية –سواء في القاعات أو المنازل– والاكتفاء بتشغيل مقاطع صوتية محفوظة عبر جهاز MP3، شريطة الالتزام بمحتوى محدد.

 

وتضمّنت الوثيقة حظر إقامة الحفلات بعد أذان المغرب، ومنع دخول الهواتف المزودة بكاميرات إلى أماكن الأعراس، مع فرض غرامة مالية قدرها 200 ألف ريال يمني، والسجن أسبوعين لأي جهة تخالف هذه الضوابط.

 

وألقى الاتفاق بالمسؤولية المباشرة على مشايخ القبائل لتنفيذ القرار، كما منح اللجنة الأمنية الحوثية صلاحيات واسعة لاعتقال المخالفين و"اتخاذ اللازم بحقهم".

 

ورأى ناشطون أن هذه الخطوة تمثل امتداداً لمساعي الجماعة في فرض وصايتها على المجتمع، عبر أدوات قبلية وأمنية، في وقتٍ تواجه فيه البلاد أزمات اقتصادية خانقة وتدهوراً حاداً في الخدمات الأساسية.

 

ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة من السياسات الاجتماعية التقييدية التي تنتهجها مليشيا الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، والتي تشمل مراقبة الفن، وقمع الفعاليات، وفرض أنماط سلوكية قسرية، تحت شعار "الهوية الإيمانية".