المستشفى الأكبر في صنعاء رهينة صراع أجنحة داخلية بين قيادات حوثية نافذة

- صنعاء، الساحل الغربي:
- 02:13 2025/07/31
شهد مستشفى الثورة العام في صنعاء، أكبر المرافق الصحية في مناطق سيطرة الحوثيين، شللاً جزئياً في خدماته، إثر صراع محتدم بين قيادات بارزة في المليشيا الحوثية على النفوذ والإيرادات، في مشهد أثار موجة سخط شعبي واسع، وُصف بأنه "استهتار فاضح بصحة وحياة اليمنيين".
ووفقاً لما أوردته صحيفة الشرق الأوسط، تصاعدت حدة الخلافات بين "أحمد غالب الرهوي" رئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها، و"عبدالكريم شيبان" المعيّن من الجماعة الانقلابية وزيراً للصحة، بعد أن أصدر كل منهما قراراً منفصلاً بتعيين إدارة جديدة للمستشفى؛ إصرار كل طرف على تنفيذ قراره انعكس مباشرة على أداء المستشفى، حيث توقفت بعض الأقسام الحيوية عن العمل، وشُلّ النشاط الإداري والتمريضي جزئياً.
مصادر طبية أكدت للصحيفة أن الخلاف لا يتعلق بإصلاح القطاع الصحي أو تحسين الخدمات، لكنه يتمحور حول السيطرة على "ختم الإدارة" و"مفاتيح الإيرادات"؛ كما اتهم أطباء في المستشفى القيادات الحوثية المتعاقبة بتحويل موارده إلى حساباتهم الخاصة، في ظل استمرار حرمان الكادر الطبي من الرواتب، وفرض رسوم باهظة على المرضى تتجاوز قدرتهم.
وكانت المليشيا قد رفعت خلال الأشهر الماضية رسوم عدد من الخدمات الطبية، بينها التنويم في قسم الطب النفسي وعمليات القلب المفتوح، رغم التدهور المعيشي الحاد للمواطنين.
ورغم أن مستشفى الثورة يتمتع بإيرادات ضخمة ودعم مالي كبير، إلا أن العاملين فيه يتحدثون عن "نهب منظم" لتلك الموارد، وتوظيفها لصالح المجهود الحربي أو لمصلحة قيادات المليشيا؛ وقد نفذ الكادر الطبي خلال السنوات الثلاث الماضية عدة وقفات احتجاجية –آخرها قبل أسابيع– للمطالبة بصرف مستحقاتهم وإنقاذ ما تبقى من خدمات طبية.
وتحدث موظفون عن عمليات فصل تعسفي للكفاءات وتعيين عناصر موالية للمليشيا تفتقر للمؤهلات، في إطار ما وصفوه بـ"التمكين الإداري الطائفي".
الصحيفة أشارت أيضاً إلى توقعات بامتداد هذا النزاع إلى مؤسسات صحية أخرى، بينها مستشفى الجمهورية ومستشفى الكويت ومستشفى 48، في ظل سباق محموم بين القيادات الحوثية للسيطرة على ما تبقى من موارد القطاع الصحي.
في سياق آخر نشب خلاف بين رئيس هيئة مستشفى الجمهوري طاهر جحاف، ورئيس "هيئة الزكاة" الحوثية شمسان أبو نشطان، بسبب رفض جحاف تقديم استضافة طبية لأحد أقرباء أبو نشطان، أدى إلى وقف التعاون مع المستشفى والمطالبة بإقالة إدارته.
وتزامناً مع هذه الفوضى، حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من تفشي أمراض خطيرة في مناطق مختلفة من البلاد، بينها 2700 إصابة بالإسهال المائي الحاد في محافظة عمران، و600 حالة حصبة بمحافظة ذمار، معظمها لأطفال دون سن الخامسة.
المنظمة شدّدت على أن انهيار النظام الصحي، إلى جانب تعقيدات الوصول إلى المرافق الطبية بسبب القيود الأمنية الحوثية، ينذر بكارثة صحية كبرى تهدد حياة آلاف المدنيين، خاصة في ظل الصراع الداخلي والفشل الإداري المتفاقم.