من قاعات الطب إلى جبهات الموت.. مقتل طالب متفوّق من جامعة العلوم بعد تجنيده بمعسكر حوثي

  • صنعاء، الساحل الغربي:
  • 09:26 2025/07/27

 
قُتل الطالب "عقبة وائل أبوراس" –أحد طلاب المستوى الخامس في كلية الطب البشري بجامعة العلوم والتكنولوجيا– داخل أحد معسكرات مليشيا الحوثي في محافظة الحديدة، بعد الزجّ به في دورات تعبئة وتحشيد عسكري وفكري تحت شعارات مثل "طوفان الأقصى" و"الفتح المقدس".
 
وبحسب مصادر طلابية، فإن أبوراس –المعروف بتفوقه الأكاديمي وسلوكه المنضبط– خضع لاستقطاب منظم داخل الحرم الجامعي، قبل نقله قسراً إلى معسكر تدريبي يتبع المليشيا على أطراف الحديدة، حيث لقي حتفه في ظروف غامضة، لتعلن المليشيا مقتله لاحقاً ضمن ما وصفته بـ"معركة الجهاد المقدس".
 
الخبر أثار موجة استياء واسعة بين الطلاب وهيئة التدريس، خاصة وأنها ليست الحادثة الأولى لكنها تأتي ضمن مسلسل ممنهج من التجنيد الطائفي الذي تمارسه المليشيا داخل جامعة العلوم منذ سيطرتها على مقرها في صنعاء عام 2020، وتحويلها من صرح أكاديمي إلى أداة تعبئة وتحريض.
 
ووفق وثائق مسرّبة صادرة عن ما يُعرف بـ"ملتقى الطالب الجامعي" –الذراع التعبوي للمليشيا– خضع أكثر من 794 طالباً لدورات طائفية خلال أول عامين فقط، تم تجنيد أكثر من 200 منهم للقتال في الجبهات، معظمهم من طلاب السنوات الأولى.
 
ويتوزع المجنّدون بين فروع الجامعة المختلفة: 281 طالباً من فرع صنعاء، و248 طالبة من فرع الطالبات، و85 طالباً من فرع تعز، و68 من الحديدة، و57 من إب، و55 من ذمار.
 
ورغم إعلان إدارة الجامعة نقل مركزها الرئيسي إلى عدن وسحب الاعتراف الأكاديمي من فروع المناطق الخاضعة للحوثيين، تواصل المليشيا استخدام حرم فرع صنعاء كمنصة تجنيد وتضليل، متحدية بذلك قرارات مجلس الجامعات العربية وتحذيرات وزارة الخارجية اليمنية.
 
قصة الطالب عقبة أبوراس تختصر مأساة آلاف الطلاب الذين يُنتزعون من قاعات العلم إلى محرقة الجبهات، تحت شعارات كاذبة تخفي مشروعاً دموياً لا يؤمن بالعلم ولا بالحياة.

ذات صلة