من خندق العداء لإسرائيل.. إلى حضن التكنولوجيا الصهيونية: الحوثي على حبل التجسس والازدواجية
خاص - الساحل الغربي:
01:45 2025/07/27
بينما تواصل مليشيا الحوثي صراخها المعتاد بشعار "الموت لإسرائيل" وتتباهى بخطابات "المقاومة" و"نصرة فلسطين" تتكشف حقائق مذهلة تكشف حجم التناقض والنفاق السياسي الذي تُمارسه الجماعة، حيث تبين –وبالأدلة الدامغة– أن المليشيا الحوثية تستورد أجهزة تجسس إسرائيلية الصنع لاستخدامها ضد اليمنيين، في واحدة من أكثر الوقائع صدمة.
المقاومة الوطنية بقيادة العميد الركن طارق صالح، أعلنت ضبط سفينة تهريب في البحر الأحمر، محملة بـ 750 طناً من الأسلحة والتقنيات الاستخباراتية المتطورة –كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي– ضمن عملية تهريب مدروسة قادتها إيران لصالح أذرعها المسلحة في اليمن.
من بين المفاجآت التي حملتها الشحنة كان وجود جهاز تجسس من طراز Turbo Link المتطور، من إنتاج شركة "Cellebrite" الإسرائيلية، يُستخدم لاختراق الهواتف المحمولة واستخراج البيانات والمحادثات، حتى تلك المحذوفة، بما في ذلك تطبيقات واتساب وتيليغرام وغيرها –دون علم المستخدم أو إذنه– وبشكل ينتهك كل معايير الخصوصية والأمان.
الجهاز ذاته تم توثيق استخدامه من قبل أنظمة قمعية في بلدان مختلفة –بينها صربيا– لقمع المعارضة، واليوم يصل إلى اليمن محمولاً في شحنة يدّعي الحوثيون أنها جزء من معركة "تحرير غزة" فيما هي أداة لتكميم الأفواه ومطاردة الحريات، بأسلوب لا يختلف عن أدوات الشاباك أو الموساد.
والأخطر أن التكنولوجيا الصهيونية وجدت موطئ قدم في اليمن، بفضل "حركة قرآنية" لا تحفظ من كتاب الله سوى "شرعية التغلب" وفقه السطو، ولا تفهم من المقاومة سوى نصب الحواجز وتكميم الأفواه.. فأي حقارة هذه من جماعة تستورد أدوات التجسس من تل أبيب، وتغمسها بدماء يمنية؟
المؤشرات الفنية والمرفقات التقنية المصاحبة للجهاز، والتي كُتبت باللغة الفارسية، أكدت أن العملية تمّت بدعم إيراني مباشر، ضمن سلسلة طويلة من الدعم الفني واللوجستي الذي يهدف إلى تعزيز قدرات القمع الرقمي لدى الجماعة، لا لمواجهة "العدو الصهيوني" ولكن لضبط المجتمع اليمني وإرهاب معارضيه.
المفارقة المفجعة أن من يُغلق باب استيراد البسكويت الأمريكي، يفتح أبواب صنعاء أمام أجهزة التجسس الإسرائيلية.. ومن يتباكى على غزة في خطاباته، يُطلق أدوات الاختراق الصهيونية في ليل صنعاء وتعز وإب، ليقمع من يشكك أو ينتقد أو يرفض سلطته.
الواقع الذي تكشفه هذه الفضيحة يفضح الحوثي كنموذج لنظام أمني استبدادي داخلي، إنه مشروع احتلال داخلي يستعير أبجديات المستعمر ليبني نظاماً بوليسياً غارقاً في الظلام، لا يقاوم إلا حرية المواطن ولا يعادي سوى من يعترض على سطوته؛ إنه لا يواجه إسرائيل بل يُحاكيها – في أدوات التجسس وفي سلوك القمع وفي سياسات التخويف.
الرسالة الأهم: من يخون المواطن لا ينصر القضية
هذه الفضيحة تمثل لحظة وعي فارقة: لم تعد مزاعم "محور المقاومة" قادرة على إخفاء الحقائق، ولم تعد الخطابات المنمقة قادرة على حجب العُري السياسي والأخلاقي.. فالحوثي الذي يستورد أدوات إسرائيل الأمنية، لا ينتمي إلى قضايا الحق بل إلى محور القمع، ولا يخوض معركة تحرير بل يقود معركة استعباد.
مَن لا يزال يُصفق لهذا التيار المتخم بالعمالة فليعلم أنه لا يناصر فلسطين، فمن يُتاجر باسم القدس ليصادر صنعاء ومن يرفع شعارات الظلم في النهار ويقتحم هواتف أبناء وطنه في الليل، لا يمثل فلسطين ولا يقاتل لأجلها، بل يتستر بها ليخون اليمن، جهاراً نهاراً، وتحت رعاية "جهاز إسرائيلي" متنكر بعباءة "المسيرة القرآنية".