المعبقي في حوار شفاف: الأزمة الاقتصادية خانقة والحل بيد الدولة مجتمعة

  • حوار خاص للصحفي فتحي بن لزرق
  • 02:17 2025/07/25

كشف محافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي، عن تفاصيل صادمة بشأن الوضع المالي والنقدي في البلاد، مؤكداً أن البنك يخوض "حرباً اقتصادية معقدة" في ظل توقف تصدير النفط وتشتت الموارد وغياب الميزانية الرسمية منذ العام 2019.
 
جاء ذلك في حوار صحفي مطول أجراه رئيس تحرير صحيفة عدن الغد فتحي بن لزرق، مع المحافظ المعبقي، استجابة لنداءات مواطنين ومتابعين طالبوا بكشف الحقائق حول أسباب الانهيار المتسارع للعملة الوطنية والوضع الاقتصادي المتردي.
 
وقال المعبقي إن البنك يعمل بإمكانيات محدودة للغاية، حيث لا تغطي الموارد المتاحة سوى 25% من الالتزامات الحكومية، في وقت تدار فيه موارد الدولة من قبل جهات متعددة، بينها 147 جهة إيرادية لا تخضع للرقابة، فيما تتصرف بعض المحافظات بأموالها بشكل مستقل وخارج الأطر القانونية.
 
وأكد أن البنك لا يستطيع القيام بدوره الكامل دون توفر الحد الأدنى من الشفافية والرقابة على الموارد، محملاً الجهات التنفيذية والرقابية المسؤولية عن هذا التشتت.
 
كما كشف المحافظ أن المتبقي من الوديعة السعودية لا يتجاوز 225 مليون دولار، ولا يمكن للبنك التصرف بها دون إذن من الجهة المودعة، مشيراً إلى أن ما تم استخدامه منها خُصص لتغطية المرتبات والنفقات الحكومية الأساسية.
 
واتهم المعبقي جماعة الحوثي بشكل مباشر بالتلاعب بسوق العملة في عدن عبر المضاربة بالنقد المحلي، ضمن محاولات تخريب متعمدة، مؤكداً أن البنك يحاول التصدي لهذه التدخلات رغم محدودية قدراته.
 
وفي ما يخص ملف الصرافة أوضح المحافظ أن البنك اتخذ إجراءات ضد محلات الصرافة المخالفة في عدن، لكنه عاجز عن ضبط نشاط الصرافة في محافظات بعيدة خارجة عن سيطرته.
 
ودافع المعبقي عن سياسة المزادات العلنية لبيع الدولار، قائلاً إنها آلية شفافة لتحديد السعر، نافياً تدخل البنك في تسعير الصرف؛ كما أشار إلى ضرورة تحرير سعر صرف الدولار الجمركي، موضحاً أن السوق يعمل أصلاً وفق سعر الصرف الفوري.
 
وشدد على أن إنقاذ الاقتصاد الوطني يتطلب تحركاً شاملاً من مؤسسات الدولة كافة، وعلى رأسها الرئاسة والحكومة والبنك المركزي، مشيراً إلى أربعة مسارات رئيسية لإنهاء الانهيار:
 
– استئناف تصدير النفط
 
– توجيه الموارد إلى البنك المركزي
 
– إقرار ميزانية حكومية حقيقية
 
– تحرير سعر صرف الدولار الجمركي
 
وفي ختام الحوار أكد الصحفي فتحي بن لزرق أن زيارته للبنك المركزي لم تكن دفاعاً عن أحد، لكنها محاولة لنقل هموم الناس وفتح الأبواب المغلقة أمام الرأي العام، مشدداً على أن الأجوبة التي تلقاها لا تزال تحتاج إلى أفعال لا أقوال.

ذات صلة