أقدمت مليشيا الحوثي، الأحد، على اعتقال الشيخ عبدالناصر الكحلاني –أحد أبرز وجهاء مدينة رداع في محافظة البيضاء– وذلك أثناء خروجه لأداء صلاة الفجر، بعد أن حاول التدخل لوقف اعتداء عناصر حوثية على عدد من سائقي الدراجات النارية في الشارع العام.

 

وقالت مصادر محلية إن الكحلاني، المعروف بـ"أبو راجح" تصدى لمجموعة حوثية كانت تقوم بمضايقة شبّان بسطاء يعملون بدراجاتهم النارية لكسب قوت يومهم، من بينهم فتى يُدعى "نجل الحبسي" وهو نجل أحد قتلى المليشيا، وفقاً لتعبير الشيخ الذي حاول تذكيرهم بأنه "ابن شهيد" بحسب توصيف الجماعة لأتباعها.

 

لكن الرد الحوثي جاء متغطرساً ومهيناً، حيث لم تكتفِ العناصر الحوثية برفض حديث الكحلاني لكنها أقدمت على اختطافه واقتياده على متن طقم مسلح إلى أحد سجونها في المدينة، ولا يزال رهن الاعتقال حتى ساعة كتابة هذا الخبر.

 

ويأتي هذا الاعتقال التعسفي في سياق حملة تصعيد أمني تنفذها مليشيا الحوثي في مدينة رداع، حيث فرضت حصاراً مشدداً على حيّ "الحُفرة" تخلله مداهمات واختطافات تعسفية طالت عدداً من المدنيين، بحجة ملاحقة مطلوبين على خلفية الاشتباكات التي شهدتها المدينة أمس، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

 

ويرى ناشطون أن حادثة اختطاف الكحلاني تفضح مرة أخرى طبيعة سلطة الكهنوت القمعية التي تمارسها المليشيا ضد وجهاء القبائل وحتى أبناء قتلاها، في رسالة تهديد مفادها: لا أحد في مأمن.. حتى أولئك الذين حاولوا إسداء النُصح من داخل بيت الطاعة.