في صفعة جديدة تلقّتها مليشيا الحوثي، أكدت مصادر مطلعة انشقاق القيادي البارز "عبداللطيف قايد عزان" مستشار محافظ عمران المعيّن من قبل الجماعة، وفراره سراً إلى العاصمة المصرية القاهرة، بعد ترتيبات معقّدة استمرت لأسابيع، في ظل تصاعد التوترات والانقسامات داخل البنية الحوثية.

 

ويُعد عزان من أبرز الوجوه النافذة في السلطة المحلية للحوثيين بمحافظة عمران، ويتمتع بإطلاع واسع على ملفات داخلية شائكة، تشمل قضايا فساد وانتهاكات ممنهجة وشبكات نفوذ طائفية تديرها المليشيا بعيداً عن أعين الرقابة الشعبية؛ وتكتسب عملية انشقاقه أهمية مضاعفة لما تحمله من مؤشرات على هشاشة التنظيم الحوثي الداخلي.

 

وبحسب المصادر جاء قرار عزان بعد تصاعد خلافات حادة بينه وبين قيادات نافذة داخل المليشيا وصلت إلى حدّ التهديد المباشر لحياته، على خلفية اعتراضه على سياسات الإقصاء والتمييز الطائفي ورفضه الانصياع الكامل لإملاءات القيادات السلالية، وهو ما جعله عرضة للاستهداف والتهميش.

 

وأشارت المعلومات إلى أن عزان يعتزم في المرحلة المقبلة كشف ملفات حساسة تتعلق بوقائع فساد ونهب منظم لممتلكات المواطنين، وتصفية خصوم ومعارضين سياسيين، وتورط قيادات حوثية بارزة في انتهاكات حقوقية ومالية، وهي تسريبات مرتقبة من شأنها إرباك الجماعة داخلياً وخارجياً وفتح باب المساءلة الشعبية والدولية.

 

ويأتي هذا التطور في سياق تصاعد موجة انشقاقات وتململ داخل معسكر الحوثيين، بالتزامن مع تزايد الضغوط العسكرية والاقتصادية وفقدان السيطرة على عدد من الملفات، مما يضع الجماعة الإرهابية في موقف ضعف يعكس عمق التصدعات البنيوية في مشروعها القائم على الولاء الطائفي.