أرملة الشيخ حنتوس تكشف تفاصيل الهجوم الوحشي: رفضت العلاج بمناطق الحوثي خوفاً من التصفية

  • تعز، الساحل الغربي:
  • 12:03 2025/07/09

في شهادة دامعة تفيض بالوجع وتختصر فصول الجريمة، كشفت "فاطمة المسوري" أرملة الشهيد الشيخ صالح علي حنتوس، تفاصيل الهجوم الحوثي العنيف الذي استهدف منزلهم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، مؤكدة أنها رفضت تلقي العلاج في مناطق سيطرة المليشيا خوفاً من تصفيتها، بعد أن نجت من موت محقق وأُصيبت بجروح أثناء محاولتها إنقاذ زوجها.
 
وفي أول ظهور إعلامي لها من مدينة تعز حيث تتلقى العلاج، قالت المسوري إن مسلحي الحوثي حاصروا منزلهم أكثر من 13 ساعة، وأمطروه بالقذائف والأسلحة الثقيلة –وسط غياب تام لأي مبرر– مشيرة إلى أن الهجوم كان عنيفاً ومدروساً ضد بيت لا يسكنه سوى شيخ سبعيني وامرأتين مسالمتين.
 
وأضافت أنها أُصيبت بشظايا القذائف حين هرعت لإسعاف زوجها –الذي ظل ينزف حتى الموت– بينما كانت المليشيا تمنع دخول أي مسعف أو سيارة إنقاذ، في جريمة وصفتها بـ"المقصودة" لإعدام روح مقاومة في دار كان صداه قرآناً لا يتوقف.
 
وأوضحت المسوري في مقابلة بثتها قناة "يمن شباب" أن عناصر الحوثي الذين طوّقوا المنزل بعدد هائل من الجنود والآليات، حاولوا الادعاء بأنها "انتحرت" لكنها ردّت عليهم قائلة: (أنا لا أنتحر... أنتم من تحاولون قتلنا).. عبارة وحيدة تختصر مشهداً دموياً يُحاكي جريمة مكتملة الأركان بحق بيت علم وقرآن.
 
وتابعت قائلة إن الجماعة أجبرت الأسرة على دفن الشهيد ليلاً تحت التهديد، وواصلت قصف الخزانات وأجزاء من محيط المنزل، رغم أن كل من بداخله كانوا مجرد مدنيين عزّل، ما يعكس سلوكاً انتقامياً فجّاً لا يستند لأي قانون أو عرف.
 
ويؤكد ناشطون حقوقيون أن استهداف الشيخ حنتوس بهذا الشكل ليست حادثة منفردة لكنها تأتي في سياق ممنهج تسير عليه المليشيا، لاستئصال كل صوت قرآني معتدل خارج عباءتها، وتجريف البنية الاجتماعية والدينية لصالح أئمتها الطائفيين؛ فيما لا تزال فاطمة المسوري مثالاً على ما تبقّى من نساء اليمن الصامدات في وجه الموت، وقد اختتمت رسالتها للعالم بقولها: قتلوا زوجي لأنه علّم القرآن... وأنا حيّة لأن رسالته لم تمت بعد.
 
الشيخ صالح حنتوس (70 عاماً) يُعد من أبرز معلمي القرآن الكريم في ريمة، وقد أثار اغتياله المروّع موجة استنكار محلية وعربية وإسلامية، وسط إدانات واسعة للجريمة التي اعتُبرت استمراراً لانتهاكات مليشيا الحوثي الممنهجة ضد دور القرآن الكريم ومعلّميه، ضمن سياسة قمعية تستهدف كل من يرفض الخضوع لمشروعها الطائفي.

ذات صلة