الدم القبلي يتدفق في الجوف.. مَن يُشعل نار الثأر؟ ومَن اغتال الشيخ ناصر العجي؟

- الجوف، الساحل الغربي:
- 08:40 2025/07/08
قُتل الشيخ "ناصر العجي ربيع" أحد أبرز مشايخ قبيلة همدان، برصاص مسلحين قبليين في مدينة الحزم، في جريمة تأتي ضمن سلسلة اغتيالات متلاحقة تشي بأجندة خفية تُغذّي النزاع وتذكي نيران الثأر القديم.
وبحسب مصادر محلية اعترض مسلحون مجهولون طريق الشيخ ناصر، صباح الاثنين، وأطلقوا عليه النار بشكل مباشر ليرتفع عدد القتلى من قبيلة الشولان إلى أربعة خلال أقل من 48 ساعة، في ظل غياب كامل للدولة وتنامٍ غير مسبوق لمظاهر الانفلات الأمني؛ وأكدت المصادر أن القتيل كان من أبرز الشخصيات القبلية التي سعت سابقاً للتهدئة، وهو ما يجعل من استهدافه رسالة خطيرة حول طبيعة وخطورة الصراع واتساع رقعته.
هذه الحادثة لم تكن الأولى فقد شهدت مديرية المتون خلال الساعات الماضية مواجهات قبلية عنيفة راح ضحيتها "حميد محمد حميد" و"محمد صالح سبتان" عقب اشتباكات في منطقتي العدلين والمقام، كما اندلعت مواجهات مماثلة بين قبائل آل زبران وآل قفوعه، في مشهد يُظهر انفجاراً ممنهجاً لنزاعات متجذّرة، يجري استدعاؤها اليوم على نحو دموي.
وتوجّهت أصابع الاتهام نحو مليشيا الحوثي، التي تتبع سياسة منهجية تهدف إلى تفكيك المجتمع القبلي من الداخل، عبر تحريك أدواتها داخل القبائل وتمويل أطراف الصراع بالمال والسلاح، وتشجيع الاقتتال الداخلي لضمان استمرار حالة الفوضى ومنع أي اصطفاف قبلي قد يهدد مشروعها الطائفي القمعي.
وتؤكد مصادر قبلية أن الحوثيين يستثمرون في الدم القبلي كما يستثمرون في معسكراتهم الصيفية، فحيثما غاب القانون زرعوا السلاح، وحيثما تصاعدت الصراعات بسطوا نفوذهم باسم “التحكيم القبلي” وفرضوا واقعاً مرتهناً لقوتهم وسطوة أجهزتهم المليشياوية.
ويحذر ناشطون من أن محافظة الجوف باتت على حافة انفجار شامل إذا استمرت هذه السياسة الحوثية في تغذية الأحقاد، مؤكدين أن الحل لا يكمن في اللجوء للقبيلة لفض النزاعات بل بعودة الدولة ومؤسساتها القضائية والأمنية، وانتزاع الملف القبلي من يد المليشيا التي حولته إلى أداة لتمزيق البلاد من الداخل، وتقويض أي أمل في السلام أو المصالحة.