الحوثيون يجرفون "حرضة دمت".. معلم جيولوجي نادر يتحول إلى ثكنة أمنية
- الضالع، الساحل الغربي:
- 07:34 2025/07/08
شرعت مليشيا الحوثي في تدمير "حرضة دمت" البركانية، أحد أبرز المعالم السياحية والجيولوجية في محافظة الضالع، وذلك عبر أعمال جرف وحفر غير قانونية، في ظل غضب شعبي واسع وتحذيرات بيئية من كارثة بيئية وشيكة.
وأكدت مصادر محلية أن المليشيا دفعت خلال الأيام الماضية بآليات ثقيلة إلى موقع "حرضة دمت" وبدأت أعمال تسوية للتلال الرسوبية المحيطة بالفوهة البركانية، دون أي دراسات بيئية أو أثرية، وبهدف إنشاء مقر عسكري مخابراتي في الموقع، وسط تكهنات بوجود طابع استثماري ممول من رجال أعمال موالين للمليشيا، بينهم مستثمر من سلطنة عُمان.
ووصفت مصادر بيئية المشروع بأنه طمس ممنهج لإحدى الظواهر الطبيعية النادرة في اليمن، محذّرة من انهيارات جيولوجية ونضوب المياه الحارة الكبريتية التي جعلت من "دمت" وجهة للسياحة العلاجية لعقود، قبل أن تتراجع بفعل الحرب.
وبحسب الأهالي فإن عمليات التجريف تتم بدعم من منتحلي صفات حكومية رسمية داخل هيئة المساحة الجيولوجية والسلطة المحلية الخاضعة للحوثيين، في انتهاك صارخ لقرار مجلس الوزراء رقم (135) لسنة 2004 الذي صنّف "حرضة دمت" موقعاً سياحياً محمياً، ومنع أي استثمار أو حفريات ضمن دائرة قطرها 10 كيلومترات من المركز الحراري.
وأعرب المواطنون عن رفضهم المطلق لما وصفوه بـ"العبث المنهجي" مؤكدين أن المشروع ليس تنموياً لكنه مقدّمة لكارثة بيئية تهدد المدينة والقرى المحيطة، خاصة وأن المليشيا تتذرع بـ"دراسات بركانية مستقبلية" رغم تجاهلها الكلي للدراسات الدولية السابقة.
وأشار الأهالي في مدينة دمت إلى أن الهجوم على "حرضة دمت" يأتي في سياق سياسة انتقامية حوثية تستهدف كل ما يعبّر عن الجمال والهوية اليمنية، مؤكدين أن المليشيا تسعى إلى محو المعالم الثقافية والتاريخية واستبدالها برموز أمنية وطائفية تخدم المشروع الإيراني.
ودعا الأهالي، الجهات المعنية محلياً ودولياً إلى التحرك العاجل لوقف هذا التعدي، مطالبين بتدخل المنظمات البيئية واليونسكو والمنظمات السياحية الدولية، لإنقاذ واحد من أندر المعالم الطبيعية في اليمن، وحماية التراث الوطني من التدمير المتعمد الذي تمارسه مليشيا الحوثي تحت مسميات زائفة.