الحوثيون يصرّون على خنق الحديدة ورفض المبادرات الإنسانية لفتح طريق "حيس–الجراحي"

- الحديدة، الساحل الغربي:
- 04:55 2025/07/01
تواصل مليشيا الحوثي فرض حصار خانق على أبناء محافظة الحديدة، عبر إغلاقها المتعمد لطريق "حيس–الجراحي" وهو الشريان الحيوي الذي يربط المديريات الجنوبية ببقية مناطق المحافظة.. هذا الإغلاق المستمر منذ سنوات، بات يجسد أحد أسوأ ممارسات العقاب الجماعي التي تطول مئات آلاف المواطنين في مناطق الساحل الغربي.
وفي اجتماع موسع عقدته السلطة المحلية بمحافظة الحديدة، اليوم الثلاثاء، برئاسة وكيل أول المحافظة وليد القديمي، شدّد المجتمعون على أن فتح الطرقات لم يعد خياراً سياسياً بل ضرورة إنسانية لا تحتمل التأجيل، داعين مجلس القيادة الرئاسي والقوات المشتركة إلى استكمال تحرير المحافظة وموانئها لرفع المعاناة عن المواطنين.
وأوضح القديمي خلال اللقاء، أن المبادرة الأخيرة لفتح طريق "حيس–الجراحي" تُعد الثالثة من نوعها منذ عام 2022 في ظل تعنت حوثي مستمر ورفض للاستجابة، رغم قيام السلطة المحلية والقوات المشتركة بفتح الطريق من جانبهم؛ وانتقد الاجتماع الصمت الأممي حيال هذه الممارسات، معتبرين اتفاق ستوكهولم "ميتاً سريرياً" ولم يحقق أي التزامات تجاه سكان الحديدة.
بالتزامن أطلق نشطاء وصحفيون وسياسيون، مساء الأثنين، حملة إلكترونية واسعة تحت وسمَيْ (#الطرقات_شريان_حياة) و(#طريق_الجراحي_حيس) للمطالبة بفتح الطريق، والتنديد بسياسة الحصار والتجويع التي تمارسها المليشيا بحق المدنيين؛ وسلطت الحملة الضوء على الكلفة الإنسانية الباهظة التي يدفعها السكان، حيث تحولت مسافة لا تتجاوز 15 كيلومتراً إلى رحلة شاقة تستغرق أكثر من 20 ساعة مروراً بثلاث محافظات.
وأشار المشاركون إلى أن هذا الطريق الذي يُفترض أن يربط الأهالي ببعضهم، تحول إلى "ميدان للموت" بفعل الألغام التي زرعتها المليشيا ووجود القناصة، ما يجعل التنقل مغامرة محفوفة بالموت، ويضاعف من عزلة السكان ويمنع وصول المساعدات الطبية والإنسانية.
وحمّل الناشطون الأمم المتحدة وبعثتها في الحديدة مسؤولية استمرار المعاناة، مطالبين بموقف واضح ضد المليشيا الحوثية، التي ترفض حتى اللحظة تسليم خرائط الألغام أو السماح بتطهير الطرق؛ كما نددوا بازدواجية المعايير الدولية، خصوصاً مع تواطؤ بعض الجهات الأممية مع تعنت الحوثيين، حسب وصفهم.
وفي سلسلة تدوينات لفت ناشطون إلى أن ممارسات الحوثي في تهامة توازي ما يتعرض له الفلسطينيون في معابر الاحتلال، متسائلين عن أسباب صمت المجتمع الدولي أمام هذه الانتهاكات؛ وكتب الناشط أحمد غازي: "اعملوا نقاط، اعملوا تفتيش.. لكن افتحوا الطريق للناس".. فيما وصف الكاتب همدان العليي منع التنقل بأنه "جريمة صريحة وانتهاك للمواثيق الدولية".
وأكدت تقارير محلية أن إغلاق طريق "حيس–الجراحي" تسبب في ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتكلفة النقل وقطع أرزاق الأسر الريفية وحرمانها من بيع منتجاتها في الأسواق؛ كما أثر على زيارات الأسر وعمّق العزلة الاجتماعية بين المديريات.
وعبّر إعلاميون وناشطون حقوقيون عن إدانتهم لتحويل الطريق إلى "وكر للألغام والقنص" مؤكدين أن الحوثيين يستخدمون هذا الملف الإنساني كورقة ابتزاز سياسي، ما يستوجب تحركاً دولياً عاجلاً.. وقال الصحفي أنور الأشول: "الحوثي سرطان الوطن وحان بتره".
وتبقى الدعوة مفتوحة أمام المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة، للقيام بمسؤولياتهم تجاه السكان المحاصرين في تهامة، ووقف هذا العقاب الجماعي الذي تنفذه المليشيا الحوثية في وضح النهار، بحق شعب لا يطالب سوى بحقه في الحياة والتنقل والكرامة.