فضيحة اختطاف طبيبة تهز إب.. والحوثيون يحاولون طمس الجريمة بالقوة والنفوذ

- إب، الساحل الغربي:
- 01:53 2025/06/30
فجّرت وثائق قضائية وشهادات حقوقية فضيحة مدوّية في محافظة إب، تمثّلت في ضغوط واسعة مارستها قيادات نافذة في مليشيا الحوثي لطمس جريمة اختطاف واعتداء مسلح استهدف طبيبة في وضح النهار وسط المدينة، في حادثة صادمة أثارت غضباً عارماً وكشفت مدى تغلغل النفوذ الحوثي داخل المؤسسات القضائية.
وتُظهر الوثائق أن القيادي الحوثي "جبر فهمي البرح" وعدداً من أفراد عصابته، تورّطوا بمحاولة اختطاف الطبيبة في الشارع العام، قبل أن يفشل مواطنون الجريمة ويتم القبض على الجناة؛ إلا أن الضغوط لم تتأخر حيث تحرّكت قيادات حوثية عليا لتوفير الغطاء السياسي والقبلي للإفراج عن المتهمين، في محاولة فاضحة لشراء صمت الضحية وطيّ القضية، وسط تحركات مشبوهة للتأثير على سير التحقيقات.
القاضي رفيق الصايدي عضو نيابة استئناف إب، وثّق في محضر رسمي حجم التدخلات مؤكداً أن النيابة تتعرّض لضغوط هائلة من قيادات نافذة وشخصيات اجتماعية، ما يشكّل –بحسب تعبيره– "طعنة للعدالة وتقويضاً للثقة في جهاز القضاء" وهو ما دفع الكثير من الحقوقيين إلى دق ناقوس الخطر بشأن انهيار ما تبقى من منظومة العدالة في ظل سطوة المليشيا.
الشارع الإبي لم يلتزم الصمت إذ فجّر الناشط الحوثي المعروف "طه الرزامي" موجة غضب داخل صفوف الجماعة ذاتها، بمنشور على "فيسبوك" اتّهم فيه القيادي الحوثي أكرم عبدالواحد الصايدي –عضو مجلس الشورى المعيّن من المليشيا– بالتواطؤ المباشر في تمييع القضية والتأثير على النيابة العامة لصالح الجناة.
وقال الرزامي مخاطباً رئيس الجماعة: (يا مشاط، هذه بضاعتك الرديئة.. هؤلاء هم يدك التي تضرب عار اليمنيات والعدالة في مقتل) متسائلاً في ختام منشوره: (ماذا أبقيتم للصهاينة من قذارة؟.) في إشارة لمدى الانحدار الذي وصلت إليه الجماعة سياسياً وأخلاقياً.
وتداول ناشطون تصريحات غاضبة للرزامي يفضح فيها منطق الوساطات القبلية المبتذلة التي استخدمها مشايخ الجماعة لتبرير الجريمة، قائلاً: (شيوخ العار قالوا إنهم أسياد البلاد، وإن الغريب مخطي حتى لو ظلمه لعنان السماء) مستنكراً تبريرات ساقطة من بعض القيادات التي حمّلت الطبيبة نفسها مسؤولية الجريمة لمجرد أنها جاءت إلى إب وتقدّمت بشكوى.
تتسع موجة الغضب اليوم في إب مع تزايد المطالبات الحقوقية بالقصاص العادل ومحاسبة المتورطين، وسط تحذيرات من خطورة الانهيار المتسارع لمنظومة القضاء، التي أصبحت رهينة للنفوذ القبلي والمليشياوي، في مشهد يفضح وحشية الواقع في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تتحوّل العدالة إلى سلعة، والضحية إلى مُدان.