قُتل الشاب "سام حسين محسن قُبان" مساء الأربعاء أثناء مشاركته في وساطة قبلية لاحتواء نزاع مسلح بين أسرتين متنازعتين في منطقة مسور بمديرية خولان الطيال شرق العاصمة المختطفة صنعاء، في جريمة أعادت تسليط الضوء على الفوضى الأمنية المتفاقمة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.

 

وذكرت مصادر قبلية أن قُبان كان ضمن لجنة وساطة من أبناء قبيلة آل دهمش تدخلت لفض الاشتباك الدامي بين آل الأشول وآل السُكاب، غير أن عناصر مسلحة مجهولة أطلقت النار على فريق الوساطة أثناء تواجده في ساحة التهدئة، ما أسفر عن مقتل الشاب على الفور وإصابة ثلاثة وسطاء آخرين بجروح متفاوتة.

 

الحادثة فجّرت موجة غضب بين قبائل خولان التي عبّرت عن سخطها حيال غياب أي دور إيجابي من الجهات المعنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في وقت تتصاعد فيه الاتهامات للمليشيا بتعمد تجاهل النزاعات بل وبتغذيتها ضمن مخطط أوسع لتفكيك المجتمع وتفجير صراعات داخلية تُضعف القبائل وتُشغلها عن مقاومة مشروعها الكهنوتي.

 

ويؤكد تصاعد النزاعات أن مليشيا الحوثي تستخدم حالة الانفلات الأمني وتفكك مؤسسات الدولة كأداة لترسيخ قبضتها وتوسيع نفوذها وسيطرتها عبر زعزعة الاستقرار، مستفيدة من انهيار وغياب منظومات الأمن والقضاء.

 

ويرى ناشطون أن مقتل "قُبان" الذي ذهب بصفته وسيط سلام ليس سوى دليل إضافي على سقوط أي ملامح للدولة في مناطق سيطرة الحوثيين، واستمرار مشروعهم القائم على إشعال الصراعات لكسر المجتمعات الرافضة لهم، وشرعنة فوضى لا رابح فيها سوى السلاح والدم.