إيران تفخّخ العواصم العربية وتخسر القنبلة النووية

  • نبيل الصوفي
  • قبل 5 ساعة و 59 دقيقة

في قراءة سياسية سلط الصحفي نبيل الصوفي الضوء على التحولات الاستراتيجية في علاقة إيران بالغرب، وانعكاساتها الكارثية على محيطها العربي، مؤكداً أن سلوك طهران التوسعي لم يجرّدها فقط من فرصة امتلاك القنبلة النووية، وإنما أوقعها في ارتدادات جيوسياسية عنيفة أفسدت عليها لعبة الاحتواء الطويلة التي مارستها مع أميركا وأوروبا لعقود.
 
وأوضح أن المشروع النووي الإيراني لم يكن وليد "الثورة الإسلامية" كما يروّج، لكن تأسس في عهد الشاه محمد رضا بهلوي –الحليف الوثيق للغرب– بدعم مباشر من الولايات المتحدة وأوروبا؛ غير أنه سرعان ما انقلب إلى مشروع نفوذ عقائدي وجيوسياسي يستهدف احتلال "الحرمين الشريفين" معنوياً، عبر تصدير المليشيات وإسقاط العواصم العربية واحدة تلو الأخرى.
 
ووفق المحلل السياسي نبيل الصوفي فإن تمدد إيران لم يكن مجرد مشروع داخلي وإنما تم بتسهيلات أو صمت استراتيجي غربي، في إطار محاولة لاحتواء الاندفاع الشيعي بعيداً عن محيط إسرائيل؛ مشيراً إلى أن ذلك "الاحتواء" خرج عن السيطرة، لتبرز في قلب العواصم العربية قيادات متطرفة –أكثر تشدداً من طهران نفسها– من أمثال عماد مغنية وحسن نصرالله وصولاً إلى يحيى السنوار، الذي كتب بخروجه من السجن وقيادته لهجوم 7 أكتوبر الفصل الأخير من هذه اللعبة، مجبراً إيران على العودة إلى خطوط المواجهة المباشرة مع إسرائيل.
 
وأشار إلى أن إيران لو تبنّت نهجاً تصالحياً مع جيرانها العرب لربما كانت اليوم دولة نووية بالفعل دون أن تثير كل هذا العداء؛ إلا أن طموحها التوسعي جعلها تفخّخ الجغرافيا العربية وتوقظ الصراعات الطائفية والمسلحة من بغداد إلى صنعاء، حتى انقلبت قوانين الجغرافيا والتاريخ ضدها، وجعلت من كل خطوة توسعية خنجراً في خاصرتها.
 
واختتم الصوفي مقاله برسالة مباشرة مفادها أن العرب بعد أن استوعبوا أبعاد هذه اللعبة عادوا إلى خيار المصلحة الوطنية، الذي يضعهم في مسافة واحدة من إيران وإسرائيل معاً، باعتبارهما مصدر تهديد متساوٍ للسيادة والاستقرار العربي.

ذات صلة