قائد لا يعرف العزلة.. طارق صالح بين الناس والجبهات والتنمية: صنعاء العهد والميدان الوطن

- المخا، الساحل الغربي:
- 11:38 2025/06/10
بعيداً عن الطقوس الشكلية والمظاهر البروتوكولية، قدّم العميد الركن طارق صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي – قائد المقاومة الوطنية، نموذجاً متكاملاً للقيادة الوطنية خلال أيام عيد الأضحى المبارك، جامعاً بين ميدان السلاح وميدان الإنسان، ومُترجِماً شعار الجمهورية إلى فعلٍ على الأرض، في معركة شاملة لصون كرامة الإنسان واستعادة الدولة.
في صبيحة أول أيام عيد الأضحى دشن العميد طارق صالح حملة واسعة لتوزيع لحوم الأضاحي على الأسر الفقيرة والمحتاجة والنازحين في عموم مديريات تعز والحديدة، مؤكداً أن القائد لا يكون مع الناس إلا إذا شاركهم أفراحهم واحتياجاتهم؛ ثم أدى صلاة العيد في مصلى مدينة المخا واستقبل بعدها جموع المهنئين من مختلف شرائح المجتمع –مسؤولين وعسكريين ومدنيين من أبناء المدينة ونازحيها– في مشهد وحدوي وإنساني يُلغي الحواجز ويُجسد القرب الحقيقي بين القائد والمجتمع.
من الميدان المدني إلى الميدان العسكري انتقل القائد إلى جبهات القتال ليشارك الأبطال فرحتهم ويهنئهم بالعيد ويوزّع عليهم الهدايا، مشيداً بيقظتهم وصمودهم، ومُذكّراً بأن معركة التحرير أصبحت على مرمى البصر وأن أعين الأحرار صوب صنعاء لا تحيد؛ قائلاً لهم بلغة الميدان إن "العيد الحقيقي حين تعود العاصمة إلى أحضان الدولة والجمهورية".
في ثاني أيام العيد كان طارق صالح بين أبناء ريف موزع، مستمعاً لهم ومشاركاً الأطفال والمواطنين بهجة العيد، في صورة تجسّد ارتباط القائد بالناس وإيمانه بأن الأرض لا تُفهَم إلا بمرافقة أهلها؛ أما ثالث الأيام فقد خُصّص لأسر الشهداء والجرحى، حيث زارهم القائد وكرّم تضحياتهم، مؤكداً أن الوفاء لهم هو عمق المعركة وأساس أخلاق الانتصار، وأن الجندي لا يخشى الموت إذا أيقن أن قائده وشعبه سيحفظان أسرته من بعده.
اليوم الرابع كان يوماً للوعي والتنمية، حيث زار طارق مدينتي الخوخة وحيس بمحافظة الحديدة، وعقد لقاءات موسعة مع السلطات المحلية ووجهاء المجتمع، واطّلع على سير العمل في مشروع جامعة الحديدة – فرع الخوخة، موجهاً بمضاعفة التمويل من مليار إلى ملياري ريال، ومعتبراً أن التعليم هو أول خط دفاع في معركة الدولة؛ كما استجاب لمطالب الصيادين بتمويل مشروع لسان بحري لحماية قواربهم من نفقته الخاصة، وتعهّد بزيادة قدرة الطاقة الشمسية لتغطية المديرية بالكامل، وأعلن عن ترتيبات لإنشاء صندوق تنمية خاص بالخوخة وحيس، باعتبارهما قلب المعركة وأمل التحرير في الحديدة.
ولم تغب معركة الوعي عن برنامج القائد، فقد وجّه رسائل واضحة وحازمة للقوى الوطنية، محذراً من الانقسامات التي سهّلت سابقاً تسلل الحوثيين إلى مفاصل الدولة، وداعياً إلى استعادة المشروع الوطني الجامع؛ كما خاطب الإعلاميين والناشطين في الخارج قائلاً: "إذا لم تنفعوا هذه المعركة فلا تضروها، فهدفنا جميعاً استعادة الدولة" مشدداً على أن التشكيك والانقسام لا يخدمان سوى المشروع الإمامي.
هكذا كان العيد في معركة الجمهورية: أربعة أيام حملت الإنسان في القلب والسلاح على الكتف والتنمية في العقل والوعي في الخطاب.. قائدٌ لا يعرف العزلة ولا ينتظر المناسبة بل يصنع منها ميداناً للعطاء والوحدة والعمل ويجعل من كل خطوة في حياته دعماً لمشروع التحرير وبناء الدولة.
والعهد: صنعاء