الجمهورية باقية... وصنعاء ليست بعيدة

07:45 2025/06/10

في اليمن، ليست الحرب فقط ما يحاول أن يُطفئ الفكرة، بل الخيانات الناعمة أيضًا، تلك التي تندسّ في صالات السياسة وتخرج من بطون البيانات الرسمية. ومع ذلك، لم تُطفأ جذوة سبتمبر. الفكرة، كما قالها طارق صالح من منصة تخرّج دفعة إعلام عسكري، ما تزال تتنفّس، ولو بين أنقاض.
 
حديثه لم يكن ترفًا خطابياً. قال ما معناه: نحن نعدّ للمعركة، ولدينا ما يفاجئ العدو. ليست جملة دعاية، بل تلويحة بما لم يُكشف بعد. أشار إلى "تطور نوعي في الصناعات"، وربما كان يقصد أكثر من السلاح، ربما يقصد أن هناك دولة تُبنى على مهل، تحت الضجيج، لا أمام الكاميرات.
 
رقم عشرة آلاف جندي مؤهّل منذ مطلع العام ليس رقمًا في دفتر حضور وانصراف. في بلد تتكاثر فيه الجبهات والانقسامات، هذه رسالة بليغة: هناك مشروع جمهوري يستعد، لا يتآكل.
 
أما صنعاء، فهي لم تغب عن لسان الرجل، ولا عن بوصلة المعركة. وصفها بـ"المختطفة"، وحدّد الهدف بلا مواربة: التحرير. لم يصرخ، لم يهدّد، بل قالها كما تُقال الأشياء الحاسمة: سنعود.
 
في قوله "المعركة مستمرة والجمهورية باقية"، يبدو وكأنه لا يخاطب الحوثي فقط، بل يخاطب أولئك الذين شطبوا الجمهورية من دفاترهم، وأعطوا الوطن لحسابات الخارج.
 
وهنا بيت القصيد: ليست كل المعركة في بندقية. الإعلام، الوعي، الكلمة – تلك أدوات لا تقل خطورة. وربما كان تخرّج دفعة إعلام عسكري تذكيرًا بأن الكلمة إذا لم تسبق الرصاصة، فقد تتأخر عن دفن الضحية.
 
صوت الجمهورية لم يمت. فقط تراجع قليلاً ليرى من بقي في الميدان. واليوم، يُعيدالتقدّم