في جريمة جديدة تعكس تنامي السلوك الهمجي والانتقامي لمليشيا الحوثي بحق المدنيين، أقدمت المليشيا الخميس، على طرد نساء وأطفال من منزل مغترب يمني بالقوة في العاصمة المختطفة صنعاء، قبل أن تشرع في هدم المنزل بالكامل بجرافاتها، وسط صراخ النساء واستغاثات الأهالي.

 

ووفقاً لمصادر محلية اقتحمت عناصر من إدارة الأشغال الحوثية منزل المواطن المغترب فائز المخلافي في حارة زايد الجنوبية، وطالبت النساء داخله بإخلائه فوراً بحجة أن الأرض تقع ضمن ما تسميه المليشيا "منطقة مظللة" مخصصة لمشاريع خدمية مزعومة؛ وعندما رفضت النساء المغادرة لعدم وجود أي مخالفة قانونية، استقدمت المليشيا قوة نسائية مسلحة برفقة جرافة في اليوم التالي، وقامت بطرد النساء قسراً إلى الشارع قبل أن تبدأ بهدم المنزل دون أي مسوغ قانوني.

 

وأكد أهالي الحي أن المنزل الذي شُيّد على قطعة أرض صغيرة يمتلكها المغترب منذ سنوات لا يختلف عن باقي المنازل المبنية في المنطقة منذ أكثر من 25 عاماً، ولم يخالف النمط المعماري المتّبع؛ إلا أن قرار الهدم الحوثي استهدف منزل المخلافي فقط _ما يرجّح بحسب الأهالي _  وجود أطماع حوثية في الاستيلاء على الأرض، مستغلين غياب صاحبها المقيم في السعودية.

 

الأهالي اعتبروا ما جرى جريمة متكاملة الأركان تجمع بين النهب والانتهاك الصريح لكرامة الأسر الفقيرة، تحت ذرائع ملفقة تستخدمها المليشيا لتبرير استيلائها على ممتلكات المواطنين، خصوصاً المغتربين الذين لا يستطيعون الدفاع عن حقوقهم.. وطالب الأهالي المنظمات والجهات الدولية بالتحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المتورطين.

 

وتُضاف هذه الجريمة إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات الحوثية المتصاعدة في مناطق سيطرتهم، في ظل صمت أممي مريب وتجاهل دولي متكرر لمعاناة اليمنيين الذين يواجهون يومياً أبشع أشكال القمع والنهب وسلب الكرامة تحت سلطة الكهنوت.