في تجسيد صارخ لحالة الانفلات الأمني في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، تعرّض قاضي محكمة مديرية أَسلم بمحافظة حجة "محمد عبدالله الخيال" لإصابة برصاص أحد أطراف نزاع أسري، أثناء قيامه بمهمة وساطة ميدانية بين أفراد أسرة محلية، في محاولة لرأب الصدع واحتواء الخلاف.

 

وبحسب مصادر حقوقية فقد وقع الحادث الخميس الماضي عندما توجه القاضي الخيال إلى موقع النزاع حيث قوبل باعتداء مسلح غادر أسفر عن إصابته بجروح بالغة نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات حجة، قبل أن يُحوَّل لاحقاً إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا في صنعاء لمتابعة العلاج وسط حالة صحية حرجة.

 

وتُسلّط هذه الحادثة الضوء على التدهور المتسارع في الوضع الأمني والقانوني بمناطق سيطرة الحوثيين وتفاقم الاعتداءات والانتهاكات بحق القضاة والمحامين، في ظل سياسة ممنهجة لتفكيك مؤسسات الدولة وتقويض سلطة القضاء بما يخدم مشروع المليشيا القائم على فرض القوة وإسقاط القانون.

 

ويرى ناشطون أن استهداف قاضٍ خلال أداء مهمة صلح يعكس انهيار هيبة القضاء والمؤسسات الأمنية ويعزز بيئة الإفلات من العقاب التي ترعاها المليشيا، وسط غياب أي ضمانات للحماية القانونية أو المهنية للعاملين في السلك القضائي، ما يجعلهم في مرمى الخطر ضمن مشهد فوضوي تتعمّده الجماعة الإرهابية لإخضاع المجتمع.

 

وتعدّ هذه الجريمة حلقة جديدة في سلسلة اعتداءات طالت شخصيات قضائية وقانونية خلال السنوات الأخيرة، تؤكد أن مليشيا الحوثي لا تكتفي بتقويض المؤسسات بل تحوّل مناطق سيطرتها إلى ساحات تهديد مباشر لمن تبقى من رموز العدالة والصلح المجتمعي.