انفجارات متسلسلة: مستودعات الحوثيين تُحوّل الأحياء السكنية إلى مقابر جماعية ومناطق منكوبة

- صنعاء، الساحل الغربي:
- 12:12 2025/05/30
في أسبوع دموي جديد فجّرت مليشيا الحوثي رعباً جديداً في قلب الأحياء السكنية، حين انفجرت مستودعات أسلحة سرية زرعتها المليشيا داخل مناطق مأهولة في صنعاء وتعز، مخلّفة عشرات القتلى والجرحى من المدنيين -بينهم أطفال ونساء- في مشهد يعيد للأذهان مآسي الانفجارات السابقة التي أشعلتها ترسانة الجماعة الإرهابية وسط الأحياء الآمنة.
ففي صباح الخميس 22 مايو دوّى انفجار مروّع في حي صرف شرق صنعاء، إثر تفجير مستودع تحت الأرض قرب نقطة "خشم البكرة" بمديرية بني حشيش، ما أسفر عن انهيار أكثر من ثلاثين منزلاً فوق رؤوس ساكنيها.. وبلغت الحصيلة الأولية أكثر من 50 قتيلاً بينهم أسر بأكملها، إضافة إلى أكثر من 100 جريح؛ وتضمّن المستودع أسلحة ثقيلة وصواريخ دفاع جوي ومواد شديدة الانفجار بينها "C4" ونترات الصوديوم، وفق تقرير صادر عن المركز الأمريكي للعدالة، الذي وصف الحادثة بـ"جريمة مركبة" ترقى إلى جرائم الحرب.
وفيما سارعت المليشيا إلى فرض طوق أمني على الحي المنكوب، اعتقلت العشرات من الشهود ومنعت التصوير والتوثيق وأجبرت أهالي الضحايا على دفن ذويهم تحت حراسة مسلحيها، في سلوك يعكس وحشية تستبدل الحداد بالقمع والعدالة بالسكوت القسري؛ وأكدت شهادات محلية أن أسراً بكاملها، كعائلة راشد الكندي ”أُبيدت تحت الركام“ إلى جانب عائلات أخرى من المستأجرين بينهم المحويتي والوصابي، ممن لم يُعرف عنهم شيء سوى أشلاء انتُشلت في صمت.
ولم تمضِ أيام حتى تكررت الكارثة شمال شرق تعز، بانفجار مستودع آخر يتبع أحد تجار السلاح المرتبطين بالمليشيا في مفرق ماوية، حيث تسبب الانفجار بانهيار مبنى سكني ومصرع الفتى محمد فايز (15 عاماً) والشاب جميل علي حسين (18 عاماً) وإصابة أسرتهما بحروق بالغة، فيما طال الدمار المحال المجاورة وتصاعدت ألسنة اللهب من الموقع لساعات وسط حالة من الذعر والذهول الشعبي.
نُقل الجرحى إلى مستشفيات تعز وإب وسط صمت مريب من سلطة الكهنوت التي تجاهلت الحادث تماماً، ما أجّج مشاعر الغضب الشعبي، وسط تحذيرات متكررة من خبراء حقوقيين من مواصلة الحوثيين تحويل المناطق السكنية إلى مستودعات موت، واستخدام المدنيين كدروع بشرية في تحدٍ صارخ لكل القوانين الإنسانية والدولية.
وأعادت هذه الانفجارات الذاكرة إلى سلسلة كوارث سابقة شهدتها صنعاء، أبرزها انفجارات سعوان وخط المطار وحديقة الثورة، والتي جميعها وقعت بسبب تخزين الحوثيين للأسلحة والذخائر بين المدنيين؛ أما اليوم فقد باتت مناطق سيطرة المليشيا تشهدان انفجارات لا تُشعلها الطائرات بل تنفجر من باطن الأرض، حيث ترسانة الجماعة الإرهابية المزروعة في قلب الأحياء، لتصنع الموت في صمت وتنشر الرعب بلا مساءلة أو عقاب.
وسط هذا المشهد لا تزال العدالة غائبة، ويُقابل الصراخ الشعبي بسيف القمع، فيما تتحول المدن إلى خرائط للدمار تعلوها شعارات المليشيا التي تزرع الموت وتُجبر الناس على دفن أحبائهم في صمت، وهم ينظرون إلى الأرض لا إلى السماء.