أقدمت مليشيا الحوثي، على قمع احتجاج سلمي نفّذه عشرات من بائعي وموردي القات في منطقة سيّان بمديرية سنحان جنوبي صنعاء، مستخدمة العنف المفرط بالضرب والرصاص الحي ما أدى إلى إصابة عدد من المحتجين واختطاف العشرات منهم، في اعتداء جديد يستهدف إحدى الفئات العاملة الأشد هشاشة.

 

وبحسب مصادر محلية اندلع الاحتجاج عقب اعتراض عشرات الموردين من مديرية الحدا بمحافظة ذمار على الجبايات الباهظة التي تفرضها المليشيا في نقطة تفتيش تابعة لها بمنطقة سيّان، حيث رفض المحتجون دفع مبالغ مالية وصفوها بـ"الجبايات القهرية" المفروضة بشكل تعسفي عند دخولهم صنعاء، ما يهدد مصدر رزقهم الوحيد.

 

قوبلت الوقفة السلمية بعنف مباشر. إذ اعتدى مسلحو الحوثي على المحتجين بالضرب وأطلقوا النار لتفريقهم ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المحتجين، لتُتبع الجريمة بحملة اختطافات تعسفية شنّتها المليشيا عبر تعزيزات مسلحة، طالت ما لا يقل عن 27 شخصاً تم اقتيادهم إلى سجونها في ظروف مجهولة.

 

وأكدت المصادر أن المبالغ التي تُفرض على الباعة لا تستند إلى أي سند قانوني ويتم تحصيلها عبر سياسة ممنهجة من الابتزاز والنهب، ما دفع الباعة إلى التعبير عن رفضهم سلمياً، قبل أن تتحول الواقعة إلى مشهد دموي نتيجة بطش المليشيا.

 

وفجّرت الحادثة موجة غضب بين قبائل مديرية الحدا التي طالبت بالإفراج الفوري عن المختطفين ومحاسبة المتورطين في الاعتداءات، محذّرة من العواقب الوخيمة لاستمرار الجبايات القسرية والاعتقالات ومهددة بالتصعيد إن لم تُرفع هذه الانتهاكات.

 

وناشد أهالي المختطفين الجهات الحقوقية والوجهاء القبليين التدخل العاجل للضغط على الحوثيين للإفراج عن أبنائهم ووقف حملات الابتزاز الممنهجة ضد بائعي القات، مؤكدين أن صبر الناس بدأ ينفد تحت وطأة القمع والنهب المتواصل الذي تمارسه الجماعة الإرهابية.