فتح طريق عدن - الضالع - صنعاء: انتصار إنساني في وجه الابتزاز الحوثي

  • علي عميران - الساحل الغربي:
  • 10:30 2025/05/29

في لحظة فارقة من تاريخ المعاناة اليمنية، افتُتح صباح الخميس الطريق الرئيس الرابط بين محافظات عدن - الضالع - صنعاء، بعد أكثر من سبع سنوات من الإغلاق القسري الذي فرضته مليشيا الحوثي، في خطوة وُصفت بأنها تحمل آمالاً جديدة لعشرات الآلاف من المواطنين الذين طال بهم الانتظار.
 
وشهدت مراسم التدشين حضوراً واسعاً للقيادات المحلية والعسكرية يتقدمهم محافظ الضالع اللواء الركن علي مقبل صالح، واللواء الركن مظلي هادي العولقي قائد المنطقة العسكرية الثامنة، واللواء فضل حسن العمري قائد المنطقة الرابعة، والعميد فتح القاضي قائد اللواء الثاني مغاوير، إلى جانب عدد من القادة العسكريين والأمنيين وممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية والشعبية، ومشايخ ووجهاء المجتمع وجموع من المواطنين الذين توافدوا للاحتفاء بهذه اللحظة.
 
وخلال فعالية الافتتاح أعلن المحافظ علي مقبل أن الطريق بات سالكاً وآمناً أمام المركبات وقوافل الإغاثة، عقب أعمال التأهيل التي أنجزتها السلطات المحلية والجهات العسكرية؛ وأكد أن فتح هذا الشريان الحيوي يمثل خطوة استراتيجية لتخفيف المعاناة التي دفعت آلاف اليمنيين إلى التنقل عبر مسارات بديلة ووعرة استنزفت وقتهم وأموالهم وأرهقت كاهلهم.
 
القيادات العسكرية الحاضرة أكدت من جانبها أن هذه الخطوة تأتي تنفيذاً لتوجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن عيدروس الزبيدي، وبدوافع إنسانية بحتة، خصوصاً بعد تضرر المنافذ البحرية والجوية نتيجة الضربات الجوية الأميركية الأخيرة؛ وأشارت إلى أن لجنة فتح الطرق انتقلت إلى منطقة الفاخر بهدف استكمال فتح طريق قعطبة - إب، إلا أنها فوجئت برفض مليشيا الحوثي التعاون، ما عاق استكمال الربط الكلي للمسار.
 
وأكد محافظ الضالع أن السلطة المحلية فتحت الطرق من جانبها، داعياً مليشيا الحوثي إلى اتخاذ الخطوة ذاتها.. وأوضح مدير عام قعطبة أن فتح طريق مريس - دمت جاء عقب مشاورات مكثفة بين السلطة المحلية والمشايخ والقيادات العسكرية، بهدف تخفيف معاناة الناس وتعزيز الأمن والاستقرار في عموم المنطقة.
 
وفي السياق أعلن فريق "الرايات البيضاء" عن عبوره الفعلي لطريق دمت - الضالع من منطقة الزيلة بمريس باتجاه دمت، مشيراً إلى موافقة الطرفين على فتح الطريق بشكل رسمي رغم وجود مخلفات حرب تعوق حركة السيارات الكبيرة، وتحتاج إلى ردم وتمهيد فوري؛ ورصدت مقاطع مصورة مرور دراجات نارية ومواطنين سيراً على الأقدام، في حين دعت الفرق الميدانية المواطنين إلى توخي الحذر لحين استكمال تنظيف الطريق من العبّارات والحفريات.
 
وبحسب المصادر المحلية فقد بدأت آليات من الجانبين، أعمال الردم والتهيئة لفتح الطريق بشكل آمن ومستقر، رغم أن الألغام الحوثية ومخلفات الحرب لا تزال تشكل خطراً حقيقياً، وهو ما أدى إلى سقوط قتيل في منطقة يعيس وفقاً لشهود عيان.
 
ويأتي هذا الحدث الفارق بعد إعلان سلطات الضالع في 18 مايو الجاري، عن فتح الطريق من جانبها "لدواعٍ إنسانية"، بعد أن استخدمت مليشيا الحوثي هذا الملف كورقة ابتزاز سياسي وعسكري طيلة سنوات الحرب، كما فعلت سابقاً مع طريق تعز المحاصرة.
 
ويُعد فتح الطريق اليوم إنجازاً وطنياً وإنسانياً يعبّر عن إرادة السلام ويفتح آفاقاً جديدة للتواصل والتنمية، خصوصاً في ظل الأزمات الاقتصادية الخانقة وتوقف أغلب المنافذ الحيوية.. كما سيسهم في تنشيط حركة التجارة وتسهيل الخدمات وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، في ظل تعقيدات مشهد الحرب التي فرضتها المليشيا الحوثية خدمةً للمشروع الإيراني.

ذات صلة