رغم نيران الحرب التي لا تميز بين النساء والأطفال، وبين الكبير والصغير، خرجت نساء يمنيات من بين الركام ليصنعن بصمتهن الخاصة، متحديات ظروفاً قاسية، وعازمات على صناعة التغيير.. من بين هؤلاء، تبرز رائدة الأعمال "دينا أمين" التي حوّلت شغفها بالرياضة إلى مشروع يخدم النساء في مجتمعها المحلي بمدينة تعز، ويمنحهن مساحة للصحة والتعافي.

 

تقول دينا في حديثها لموقع الساحل الغربي:

"بدأت فكرة تأسيس نادٍ رياضي خاص بالنساء عندما لمست حاجة حقيقية في مجتمعي لبيئة آمنة وخاصة، تستطيع فيها المرأة ممارسة الرياضة والاهتمام بصحتها النفسية والجسدية؛ كان هدفي أن أخلق مساحة تشعر فيها المرأة بالراحة والانتماء".

 

لم تكن لـ دينا خلفية تجارية لكنها امتلكت الشغف والإرادة، وسعت إلى تطوير ذاتها عبر الدورات والقراءة والاستفادة من تجارب الآخرين.. واجهت تحديات متعددة، من النظرة المجتمعية السلبية تجاه المشاريع النسائية، إلى صعوبة إقناع بعض الأسر بالسماح لبناتهم أو زوجاتهم بالانضمام إلى نادٍ رياضي، إلى جانب الصعوبات المالية والإدارية التي رافقت البدايات.

 

ورغم ذلك تعاملت مع كل ذلك بصبر وتدرج، واحترام للعادات والتقاليد، إلى جانب تقديم التوعية المجتمعية بأهمية الرياضة للمرأة، وتوفير بيئة مغلقة وآمنة ساهمت في تعزيز الثقة بالنادي والمشروع.

 

تروي دينا أن اللحظة التي شعرت فيها أنها على الطريق الصحيح كانت عندما سمعت كلمات الشكر من المشتركات، وشهدت التحسن الملحوظ في حالتهن النفسية والجسدية، ومع تحقيق توازن مالي للمشروع ازداد يقينها بأن الطريق الشاق يستحق العناء.

 

كان دعم أسرتها ركيزة أساسية، وساهمت رؤية المجتمع للأثر الإيجابي للنادي في تغيير مواقفه تدريجياً.

 

ويقدم النادي اليوم برامج متنوعة تشمل اللياقة البدنية، الزومبا، اليوغا، إلى جانب جلسات توعية صحية ونفسية، وورش عمل تطويرية؛ وتشير دينا إلى أن المشروع غيّر نمط حياة كثير من النساء، إذ تجاوزت بعض المشتركات الاكتئاب، واستعدن ثقتهن بأنفسهن، وفقدن الوزن، بل إن إحداهن تحولت من مشتركة إلى مدربة معتمدة في النادي.

 

وتختتم دينا حديثها قائلة:

"أطمح إلى توسيع النادي وفتح فروع في مناطق أخرى داخل تعز وخارجها، وإضافة خدمات نفسية وأخرى مخصصة للأطفال؛ وأقول لكل امرأة: ابدئي من شغفك، لا تنتظري الكمال، تعلمي من التحديات. الثقة بالنفس والسعي المستمر هما مفتاح النجاح.. أتمنى أن تحظى كل امرأة بفرصة لتطوير ذاتها وأن تجد الدعم الذي تحتاجه لتكون قوية، مستقلة، ومؤثرة في مجتمعها".