صعدة... سجنٌ كبير بصمتٍ ثقيل

03:48 2025/05/03

إلى الزملاء الحقوقيين، القانونيين، والإعلاميين أصحاب الضمير:
أضع أمامكم اليوم ما لا يمكن السكوت عنه... محافظة صعدة التي صُوِّرت زورًا كبيئة حاضنة، تُمارس ضد أبنائها أبشع صنوف القمع والتنكيل من قِبل ميليشيات الحوثي الإرهابية، لا لشيء سوى لأنهم عبّروا عن رأي مخالف أو حافظوا على هويتهم المستقلة.
 
منذ أكثر من عشر سنوات، تمتلئ السجون الحوثية السرية بأبناء صعدة، تحت التعذيب الجسدي والنفسي، في عزلة تامة عن العالم، بينما أُصدرت بحق كثير منهم أحكام إعدام تعسفية تفتقر لأي سند قانوني، في غياب كلي لمبادئ المحاكمة العادلة والحق في الدفاع.
 
وقبل أسبوعين فقط، نفذت الجماعة حملة اختطافات جديدة بحق العشرات من أبناء المحافظة، أودعتهم في مواقع مستهدفة عسكريًا دون أي حماية، وعرضتهم عمدًا لخطر الضربات الجوية. هذا السلوك يُظهر مدى استهتار هذه الجماعة بالقانون الدولي الإنساني، وبالقيم الأخلاقية التي تنظم حتى سلوك أطراف النزاع.
 
إن هذه الانتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، تخالف نصوصًا صريحة في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، واتفاقية مناهضة التعذيب، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وتستوجب مساءلة عاجلة.
 
لكن الأهم — وهو ما ينبغي أن يخرج للعلن — أن المجتمع الصعدي لم يكن صامتًا. هناك رفض حقيقي متنامٍ في الداخل، يخفت أحيانًا، لكنه عميق، ومتسع، وخارج عن قدرة القمع على احتوائه.
 
صعدة لم تكن مع الجماعة... بل تُختطف باسمها.
زملائي،
أنتم تعلمون أن التوثيق، والنشر، والتحرك، ليس ترفًا، بل مسؤولية أخلاقية وقانونية في مثل هذه اللحظات.
 
نحن مطالبون بكشف هذا الملف للرأي العام المحلي والدولي، وإعادة الاعتبار للضحايا الذين يُعذَّبون في صمت.
 
صعدة اليوم هي عنوان منسيّ لجريمة مستمرة... فكونوا صوتها، لا تتركوها تُغتال في الظل.