12:46 2022/03/19
09:10 2022/03/11
07:43 2022/03/07
حذارِ.. التضليل الإعلامي والسياسي للجماعة الحوثية!
08:04 2021/08/08
يسير كثير من الرجال والنساء، الشباب والمراهقين، وراء الجماعة الحوثية وعيونهم مغمضة، أو إن شئت الدقة فقل: وعيهم مضلل.. ينبغي الاعتراف بذلك، كما ينبغي الاعتراف أن الجماعة الحوثية لديها براعة في التضليل الإعلامي، بحكم ارتباطها بالمؤسسات الإعلامية الإيرانية والمؤسسات الموالية لها، ومعروف أن أكثر إعلاميي الجماعة وسياسييها إخلاصاً، قد نالوا حظاً من التدريب الخارجي في مجال التضليل الإعلامي والسياسي.
الشائعات قد تلاك كما تلاك العلكة في اللبان، وما إن تذهب حلاوتها ترمى في سلة الزبالة أو المرحاض.. الكذب لا يصمد، إذ يستطيع المرء اكتشاف الكذب بسهولة.. أما التضليل السياسي أو التضليل الإعلامي فيمكن أن يحدث أثره ويستمر هذا الأثر لوقت طويل.. ذلك أن التضليل ليس شائعة وليس كذبة صريحة، بل هو مزيج من الكذب والصدق، من الحقيقة والزيف.
مثلاً، الثقافة القرآنية، المسيرة القرآنية، الهوية الإيمانية، هدي محمد وآل محمد، هي الزيف أو الكذب.. بينما الإسلام، القرآن، تمسك اليمنيين بدينهم تعتبر حقائق.. ولكي تضلل الجماعة الحوثية الناس تخلط الحق والصدق مع الكذب والزيف، أو تضفي على الباطل مسحة من الحق، لتزين هذا الباطل فيتقبله الناس، وبذلك تكون قد حققت هدفها من خلال هذا التضليل.
هي الآن تستخدم هذا التضليل لتوجيه ثقافة الناس وجهة تخدم ثقافتها هي.. ولاحظوا الكلام المكرر يومياً -بمناسبة ودون مناسبة- عن الثقافة القرآنية، المسيرة القرآنية، الهوية الإيمانية.. وبالتكرار والإلحاح، تحاول استمالة الناس نحوها، لأنها تخلط الزيف بالحقائق دون أن يتنبه كثير من الناس لذلك.. وقد قلنا قبل قليل: الزيف هو المسيرة القرآنية، الثقافة القرآنية، الهوية الإيمانية، أي تصوراتها هي.. فتخلط ذلك بالحقيقة وهي القرآن والإسلام والإيمان، وبسبب هذا الخلط قد يقع الناس في الخدعة الحوثية.
وإذا تمكنت الجماعة من إنجاز مهمتها في توجيه ثقافة الأفراد أو المجموعات، فسوف تتقدم خطوة أخرى.. ستكون هذه الخطوة هي تغيير الثقافة.. ولمَ لا؟ فما دام تمكنت من توجيه ثقافة عدد كبير من الناس، يمكنها -وبمساعدة من خلالهم- تغيير ثقافة المجتمع كلها وكله.. لتصبح الثقافة السائدة، المهيمنة، الغالبة، في المجتمع هي ثقافة الجماعة الحوثية، على ما فيها من مركبات التخلف والاستبداد والتمييز والعنف والاستبعاد.. وقد قلنا في وقت سابق في هذا المكان إن النتيجة لذلك ستكون فتناً طائفية لا محالة.. ونقول: لا محالة، لأن المجتمع اليمني ترسخت فيه من زمن سحيق مظاهر التعددية.. تعدد ثقافي، تعدد مذهبي، بل وتعدد ديني، وتعدد سياسي، وبالنظر إلى هذه الأسس، لا يمكنه القبول بجماعة ديكتاتورية تسعى لفرض المذهب الهادوي مثلاً على الشافعي والاسماعيلي والحنفي والسلفي.. وعدم القبول يعني مقاومة.
في الماضي كانت الحكومات المتعاقبة تقيم للطلاب مخيمات في فترة العطلة الصيفية.. وكانت المخيمات الشبابية أو الطلابية تستقطب أفضل المدربين والمحاضرين والعلماء من كل مذهب.. وكان النشاط عبارة عن تربية بدنية وصحية.. محاضرات عن الانتماء الوطني.. عن تاريخ اليمن.. عن الوحدة الوطنية.. عن التكافل والتضامن الاجتماعي.. عن الأخلاق.. عن التعاليم الإسلامية.. وفي هذه المخيمات كانت تترك للطلاب فرصة لإبراز مواهبهم في الرسم، في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، ومسابقات وأناشيد وغناء، فقارنوا ذلك مع ما تفعله الجماعة الحوثية اليوم.. من منكم قرأ أو سمع من قبل أن جماعة أو حزباً له لجنة لتأليف مناهج تعليمية خاصة به.. هل لحزب المؤتمر الشعبي العام لجنة تأليف مناهج خاصة به، وتعليم خاص به، ويستخدم وزارة التربية والتعليم لتنظيم مراكز خاصة به، أو أن الحزب الاشتراكي اليمني، أو التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، أو حزب البعث العربي الاشتراكي لهم لجان تأليف مناهج خاصة بهم، أو تعليم خاص بهم؟ لم يحدث هذا إطلاقاً.. حتى التجمع اليمني للإصلاح المعروف عنه قيامه بإرشاد وتوجيه وخطابة في المساجد، والمنتديات والصالات العامة، وأنه يعقد لأعضائه دورات تعليم وتثقيف حزبي، لكن ليس له لجنة تأليف مناهج، وتعليم خاص به يفرضه على أبناء الشعب.. أما الجماعة الحوثية فلها لجنة مناهج خاصة بها، وهذه المناهج تحتوي على أفكارها الخاصة، ثقافتها الخاصة، مذهبها الخاص، وتعمل على فرض ما يخصها على جميع الشباب والأطفال والتلاميذ ذكوراً وإناثاً.
الجماعة الحوثية تقوم بنفس الشيء الذي كان يقوم به تنظيم دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام- داعش الإرهابي التكفيري.. هذا التنظيم عندما سيطر على محافظة الموصل في العراق ومحافظة الرقة في سوريا ألغى التعليم الحكومي.. أحرق المناهج التعليمية الحكومية.. كون لجنة لتأليف مناهج تعليمية خاصة به، تحتوي على ثقافته الإرهابية، ثم فرضها على التلاميذ والطلاب في الموصل والرقة، وكانت النتيجة أن أطفالاً تأثروا بهذه المناهج وصاروا إرهابيين، رأيناهم وهم يتعلمون كيفية ذبح الأوادم كما تذبح الدجاج.. هي الجماعة الحوثية هكذا، لكن براعتها في التضليل الإعلامي والسياسي يخدع كثيراً من الناس.