حملات حوثية انتقامية عقب انشقاق قيادات بارزة وانضمامها للقوات الحكومية

  • تعز، الساحل الغربي:
  • 12:34 2025/10/27

نفذت مليشيا الحوثي، مساء الأحد، حملة مداهمات واختطافات واسعة في قرية حاضية عليا بمديرية مقبنة غرب محافظة تعز، في تحرك وصفته مصادر محلية وحقوقية بأنه رد انتقامي مباشر على انشقاق أحد قادتها الميدانيين وانضمامه إلى صفوف القوات الحكومية.
 
وقالت المصادر إن ما يُسمى قوات الأمن الوقائي التابعة للمليشيا نفذت الحملة بقيادة المدعو أبو حامد الشاذلي، قائد ما يُسمى بـ"اللواء السادس كرار"، مستهدفةً عناصر السرية التي كان يقودها الشيخ عبده أحمد عبده عوض، المنشق حديثاً عن الجماعة.
 
وأوضحت المصادر أن القوات الحوثية اقتحمت القرية بعدة أطقم عسكرية، واعتدت على عدد من منازل المواطنين وأفراد السرية السابقة، قبل أن تقدم على اختطاف عدد من المدنيين والعناصر واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
 
تأتي هذه الحملة بعد إعلان قوات ألوية العمالقة استقبالها القيادي المنشق الشيخ عبده أحمد عبده عوض –شيخ منطقة حاضية– والذي كان يشغل منصب قائد ما يُسمى السرية الثانية في اللواء السادس كرار التابع للحوثيين.. وأكدت القوات الحكومية أن انضمام عوض يمثل خطوة وطنية شجاعة تعبّر عن رفض مشروع الحوثي التخريبي، داعيةً كل من غررت بهم المليشيا إلى العودة إلى "حضن الوطن".
 
وفي تسجيل مصوّر، أعلن الشيخ عوض انشقاقه رسمياً، موجّهاً رسالة إلى المشايخ والقيادات الميدانية دعاهم فيها إلى التخلي عن الجماعة والالتحاق بصفوف الدولة، كاشفاً عن «تدهور أوضاع الحوثيين ميدانياً، ونقص حاد في الذخائر والتموين، ولجوئهم إلى تجنيد الأطفال والأميين بعد إخضاعهم لدورات فكرية طائفية».
 
ويعدّ انشقاق عوض الثاني خلال أسبوع واحد، بعد انضمام العميد صلاح الصلاحي، قائد ما يُسمى بـ"اللواء العاشر صماد"، إلى القوات الحكومية في مأرب.. ورحّبت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة بالانشقاقين، مجددةً دعوتها لجميع عناصر المليشيا إلى ترك السلاح والعودة إلى صفوف الدولة.
 
وقال الناطق باسم القوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي، إن الحكومة تفتح أبوابها أمام كل من يعود إلى جادة الصواب، مؤكداً أن الجيش يرحب بكل من يرفض الانخراط في جرائم الحوثيين وانتهاكاتهم بحق الشعب اليمني.
 
من جانبه، دعا العميد الصلاحي المغرر بهم داخل صفوف الحوثيين إلى العودة إلى حضن الوطن، مشدداً على أن «الجماعة لا تثق حتى بأتباعها، وتمارس عنصرية مقيتة، وتستغل اليمنيين كذخائر حرب لا أكثر».
 
ويرى متابعون أن الحملة الحوثية في قرية حاضية تعكس حالة ارتباك وتصدع داخلي متنامٍ داخل صفوف الجماعة، مع تصاعد موجة الانشقاقات والرفض الشعبي لسياساتها القمعية.. كما تشير التطورات الأخيرة إلى أن الانقسامات والانهيارات الميدانية تشكّل بداية تفكك في البنية القيادية للحوثيين، في ظل انكشاف مشروعهم التابع لإيران، ومحاولاتهم فرض السيطرة وفرض الولاءات بالقوة والترهيب أو الملاحقات.

ذات صلة