بعد نحو خمس سنوات من السجن.. "سام": الإفراج عن انتصار الحمادي حقٌ لا منّة
جنيف، الساحل الغربي:
02:40 2025/10/26
رحّبت منظمة سام للحقوق والحريات بخروج الممثلة وعارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي من سجون جماعة الحوثي بعد أربع سنوات وثمانية أشهر وأربعة أيام من الاحتجاز التعسفي، مؤكدة أن الإفراج عنها حقٌ أصيل لا منّة من سجّانيها، وأن العدالة الحقيقية تقتضي محاسبة الجلادين وجبر ضرر الضحايا.
وقالت المنظمة في بيان لها، إن قضية الحمادي تمثل جريمة مركّبة تجسد واقعاً مظلماً تُدان فيه النساء على ملامحهن وأفكارهن، في ظل منظومة قمعية حولت القانون إلى أداة دينية مسلّحة تجرّم الحرية وتقدّس الطاعة.
وأشارت إلى أن الحمادي لم تُسجن لأنها أخطأت، بل لأنها اختلفت ورفضت الخضوع، موضحة أنها تعرضت خلال اعتقالها للتعذيب الجسدي والنفسي والإهانات العنصرية ومحاولات الإكراه على الاعتراف، إضافة إلى إجبارها على فحص عذرية قسري رفضته بشجاعة.
وأكد البيان أن جماعة الحوثي ساومتها على الحرية مقابل الخيانة لكنها اختارت الأسر حفاظاً على كرامتها، فيما عاشت أسرتها معاناة موازية من الخوف والوصم والانتظار.
وشددت "سام" على أن معاناة الحمادي تجسد مأساة عشرات النساء اليمنيات داخل سجون الحوثيين، حيث يتحول الجسد إلى ميدان حرب والأنوثة إلى تهمة، وسط صمت دولي مخزٍ.
وانتقدت المنظمة تقاعس المجتمع اليمني عن حماية نسائه، معتبرة أن الصمت مشاركة في الجريمة، وأن الإفراج عن الحمادي يمثل اختباراً أخلاقياً لموقف المجتمع من العدالة والكرامة الإنسانية.
ودعت "سام" إلى تحقيق دولي مستقل في ظروف احتجازها ومحاسبة المتورطين وفق القانون الدولي، مع تعويضها عن سنوات التعذيب والاحتجاز، والإفراج عن جميع النساء المعتقلات تعسفاً في سجون الحوثيين.
واختتم البيان بالتأكيد على أن خروج انتصار لا يطوي صفحة الألم، بل يفتح صفحة الذاكرة التي لا تموت، وأن قصتها ستظل شاهدة على أن الحرية ليست منحة من الطغاة، بل استعادة لكرامةٍ أرادوا اغتيالها.