مسيرات حاشدة تجتاح تعز للمطالبة بالقصاص من قتلة "المشهري"

  • تعز، الساحل الغربي:
  • 12:04 2025/09/21

خرج عشرات الآلاف من أبناء مدينة تعز ومديريات الحجرية، الأحد، في مسيرات وتظاهرات غير مسبوقة، للمطالبة بسرعة ضبط الجناة المتورطين في جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين أفتهان المشهري، التي قُتلت برصاص مسلحين الخميس الماضي وسط المدينة.
 
وانطلقت مسيرة حاشدة من مديريات الحجرية برفقة والد الشهيدة، وصولاً إلى قلب مدينة تعز، حيث التقت بمسيرات أخرى جابت شوارع المدينة، وسط مشاركة واسعة لنساء ورجال وموظفي الصندوق.. وحمل المتظاهرون صور الضحية ولافتات غاضبة، مرددين شعارات تندد بالانفلات الأمني، أبرزها: برع برع يا عصابة.. خليتم تعز خرابة.
 
واحتشدت الجموع أمام مبنى المحافظة وإدارة الأمن، مؤكدين استمرار التصعيد حتى تحقيق العدالة، فيما اتهم المحتجون السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بالتقصير والعجز عن حماية كوادر الدولة، معتبرين أن اغتيال المشهري يمثل اعتداءً صارخاً على مؤسسات الدولة.
 
وتصاعدت الهتافات المطالبة برحيل محافظ تعز وقائد المحور العسكري، وحمّلوهما مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية؛ كما شدد المشاركون على ضرورة الكشف عن الجهات المحرّضة والداعمة للجريمة، وعدم الاكتفاء باعتقال منفذ واحد فقط.
 
وكانت شرطة تعز قد أعلنت، القبض على المتهم الرئيسي جسار أحمد قاسم المخلافي، المنتمي للواء 170 دفاع جوي التابع لمحور تعز، غير أن المحتجين أكدوا أن العدالة لن تتحقق إلا بمحاسبة جميع المتورطين.
 
منذ وقوع الجريمة، صعّد موظفو وعمال صندوق النظافة احتجاجاتهم بإغلاق شوارع رئيسية، ورمي القمامة في الطرقات، ونصب خيمة اعتصام أمام مبنى المحافظة، في خطوة تعكس إصرارهم على الضغط حتى القصاص من القتلة.
 
وتُعد هذه أول عملية اغتيال تطول امرأة مسؤولة في منصب حكومي رفيع بتعز، الأمر الذي أثار مخاوف من وجود مخطط يستهدف الكوادر النسائية الفاعلة؛ وقد تحولت قضية المشهري إلى رمز لمواجهة الفساد والإفلات من العقاب، مع متابعة إعلامية وحقوقية واسعة داخل اليمن وخارجه.
 
ويرى حقوقيون أن تعز دخلت بهذا التصعيد، مرحلة جديدة من الضغط على السلطات المحلية والعسكرية، في ظل التأكيد بأن دم الشهيدة أفتهان المشهري لن يذهب هدراً.

ذات صلة