شهدت مدينة تعز، السبت، مسيرة احتجاجية حاشدة شارك فيها المئات، تنديداً بجريمة اغتيال "افتهان المشهري" المدير العام لصندوق النظافة والتحسين، التي قُتلت برصاص مسلحين وسط المدينة في حادثة هزت الرأي العام وأثارت موجة غضب شعبي ورسمي.

 

وانطلقت المسيرة من جولة العواضي وصولاً إلى مقر السلطة المحلية، حيث رفع المشاركون لافتات تطالب بالكشف الفوري عن ملابسات الجريمة وضبط جميع المتورطين، مؤكدين أن استمرار الانفلات الأمني يهدد حياة المدنيين ويقوّض ثقة الشارع بالأجهزة الأمنية.

 

وأعلنت الأجهزة الأمنية أنها توصلت إلى هوية المتهمين الرئيسيين، على رأسهم محمد صادق المخلافي الملقب بـ"الباشق"، الذي وُصف بالعقل المدبر والمنفذ الرئيس للجريمة، إضافة إلى جسار أحمد قاسم المخلافي الذي أُلقي القبض عليه مؤخراً، فيما تتواصل ملاحقة بقية المطلوبين.

 

وكشفت وثائق رسمية أن المجني عليها كانت قد تقدمت قبل أشهر بشكاوى خطية إلى محافظ تعز ومدير الأمن ضد محمد صادق المخلافي، متهمة إياه باقتحام مقر الصندوق وابتزازها وتهديدها بالقتل.. ورغم صدور توجيهات بضبطه وحماية المقر، إلا أن الجهات الأمنية لم تتحرك بفعالية، الأمر الذي مهّد الطريق لارتكاب الجريمة.

 

ويرى ناشطون أن اغتيال المشهري مثّل ضربة لجهود تحسين الخدمات العامة في المدينة، مؤكدين أن تقاعس الأجهزة الأمنية عن تنفيذ أوامر الضبط السابقة فتح الباب أمام الجناة.

 

المحتجون اعتبروا الجريمة انعكاساً لحالة الفوضى والجرائم المنظمة في تعز، محذرين من أن استمرارها يهدد ما تبقى من حضور الدولة ويعمّق فقدان ثقة الشارع بقدرتها على حماية المسؤولين والمواطنين.