ساعات فاصلة تكشف مسلسل وفيات بسبب إهمال طبي قاتل في مناطق سيطرة الحوثيين

  • صنعاء، الساحل الغربي:
  • 09:24 2025/08/28

لا تتوقف الكوارث الطبية عن حصد أرواح المدنيين في المستشفيات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، حيث شهدت محافظتا إب وذمار خلال ساعات متقاربة، حادثتي وفاة جديدتين بسبب أخطاء طبية قاتلة، في ظل غياب كامل للرقابة والمساءلة.
 
مساء الأربعاء، توفيت امرأة تُدعى كنانة في مركز "أطباء البورد" بمدينة إب عقب عملية قيصرية.
 
وبحسب مصادر طبية، فقد خرجت الضحية من غرفة العمليات دون أي مضاعفات، لكن أحد العاملين –الذي يفتقر إلى أي مؤهل طبي– قام بحقنها بأدوية داخل مغذية فور استلامه المناوبة، لتفارق الحياة بعد وقت قصير.
 
وأشارت المصادر إلى أن الحادثة وقعت نتيجة غياب الكادر المؤهل وتكليف أشخاص غير مختصين بمهام طبية حساسة؛ وأكدت أسرة الضحية أن هذه الكوارث أصبحت تتكرر بشكل لافت، حيث سبقتها وفاة امرأة أخرى في مدينة يريم قبل أقل من أسبوع في ظروف مشابهة.
 
وبعد ساعات فقط من فاجعة إب، شهدت مدينة معبر بمحافظة ذمار وفاة المواطن مالك محمد أحمد الحربي من أبناء قرية الظفير مديرية ضوران آنس – إثر خطأ طبي مماثل.
 
ودخل الحربي المستشفى وهو يعاني من حمى خفيفة وصرير في الحلق، لكن الأطباء اكتفوا بحقنه بإبرة ومغذية من دون أي فحوص للحساسية، ليلفظ أنفاسه الأخيرة خلال ساعات.
 
وأكد أهالي القرية أن الحادثة ليست الأولى، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى خمس وفيات خلال فترة وجيزة جراء الإهمال الطبي في مستشفيات ذمار، في ظل تجاهل كامل لمعاناة الأسر.
 
ويرى ناشطون أن هذه الأخطاء الطبية المتصاعدة تكشف حجم الانهيار الصحي والإداري في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تحولت المستشفيات إلى مصادر خطر بدلاً من أن تكون ملاذاً للمرضى، فيما تستخدم المليشيا هذه الكوارث وسيلة لابتزاز إدارات المستشفيات مالياً.
 
ويحذر محللون من أن استمرار غياب بيئة طبية آمنة ورقابة مستقلة سيحوّل المستشفيات إلى ساحات موت موازية للحرب، مهددين بذلك حياة آلاف المدنيين الأبرياء.

ذات صلة