في اليوم الأممي لضحايا العنف الديني.. مؤسسة YWEF توثّق 4620 انتهاكاً حوثياً ضد الأئمة والمساجد والأقليات

  • عدن، الساحل الغربي:
  • 07:40 2025/08/22

في الثاني والعشرين من أغسطس من كل عام، يحيي العالم اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا العنف القائم على أساس الدين أو المعتقد، وهو مناسبة تتجدد فيها صرخة الضحايا الذين دفعوا حياتهم ثمناً لجرائم ممنهجة استهدفت حريتهم الدينية وحقهم في الحياة.. وفي اليمن، تقف مؤسسة تمكين المرأة اليمنية (YWEF) هذا العام لتضع أمام المجتمع الدولي صورة دامغة لانتهاكات مليشيا الحوثي، مؤكدة أن ما يجري يمثل سياسة اضطهاد ديني وطائفي منظّم يهدد التعايش والسلم الأهلي.
 
• حصيلة الانتهاكات (يناير 2014 – أغسطس 2025)
 
وفق التقرير الصادر عن المؤسسة، بلغت الانتهاكات الموثقة ضد الأئمة والخطباء ودور العبادة والأقليات الدينية 4,620 واقعة، توزعت على النحو التالي:
 
– 311 قتيلاً من الأئمة والخطباء والمصلين (منهم الشيخ وهيب الكامل 2016، والإمام محمد ناصر زايد 2021، والشيخ صالح حنتوس 2025)
 
– 231 مصاباً بجروح متفاوتة
 
– 652 حالة اختطاف (بينهم 143 تعرضوا للتعذيب و13 توفوا تحت التعذيب)
 
– 936 حالة فرض أئمة وخطباء بالقوة موالين للجماعة
 
– 491 مسجداً محولاً إلى ثكنات عسكرية، و114 مسجداً استخدمت كغرف عمليات
 
– 899 مسجداً دُنّس بتحويله لمجالس قات وزوامل وطقوس طائفية
 
– 832 مكتبة مسجدية صودرت واستبدلت محتوياتها بملازم عقائدية
 
– 151 مرفقاً ومسجداً ومسكناً تابعاً للأوقاف تعرض للسطو والمصادرة
 
• الاعتداءات على المساجد: تحويل بيوت الله إلى ثكنات
 
أشار التقرير إلى أن مليشيا الحوثي استهدفت قدسية المساجد عبر القصف والتفجير والاقتحام، وتحويلها إلى مراكز عسكرية وطائفية. ومن أبرز الجرائم:
 
– مجزرة مسجد منجزة (عمران - يونيو 2024): قتل فيها 5 مدنيين بينهم امرأة، وأصيب 8 آخرون
 
– مجزرة مسجد حمة عكوس (البيضاء - يوليو 2024): استشهد فيها 12 مصلياً أثناء تكبيرات العيد
 
– استهداف مسجد العمود في مأرب 2025 بصاروخ بالستي، أسفر عن عشرات الضحايا
 
– تفجير مسجد معاوية في رداع (البيضاء - 2025)
 
– زرع ألغام داخل جامع الحي القيوم بالحديدة (2024)، وهو عمل كاد أن ينسف حيّاً بأكمله
 
• الاغتيالات والاختطافات: حرب على الأئمة والخطباء
 
وثّقت YWEF اغتيالات متعمدة لأئمة وخطباء بهدف إسكات الأصوات المعتدلة. ومن أبرز الضحايا:
 
– الشيخ وهيب الكامل - ذمار (2016)
 
– الشهيد محمد العزي الكليبي - ذمار (2019)
 
– الشيخ شوقي رفعان - ذمار (2020)
 
– الإمام محمد ناصر زايد - المحويت (2021)
 
– الشيخ صالح حنتوس - ريمة (2025)
 
كما رُصدت حالات اختطاف لعلماء دين، أبرزها:
 
– الشيخ علي الأهنومي - ذمار (2016)
 
– الشيخ إبراهيم الحبابي - البيضاء (2025)
 
– الشيخ الثمانيني أحمد حسين الوهاشي - البيضاء (2025)
 
• استهداف الأقليات: البهائيين واليهود والمسيحيين
 
– البهائيون: اقتحام اجتماع سلمي في صنعاء (مايو 2023) واعتقال 17 شخصاً، أُجبر بعضهم على توقيع "استتابة"
 
– اليهود: استمرار احتجاز المواطن ليبي مرحبي رغم صدور حكم قضائي بالإفراج عنه
 
– المسيحيون والأحمدية: تعرضوا للاختطاف والتهديدات ومنع ممارسة شعائرهم، إضافة إلى التمييز في المساعدات
 
• التلقين الطائفي وتمزيق النسيج المجتمعي
 
– أبرز التقرير كيف فرض الحوثيون مناهج تعليمية محرضة على الكراهية والعنف، وصادروا مكتبات المساجد لصالح "الملازم"
 
– وثّق كتاب "قتل الأقربين" الصادر عن YWEF أكثر من 470 جريمة أسرية نفذها أفراد ضد أقاربهم بعد عودتهم من دورات عقائدية حوثية
 
– فرض ممارسات إذلالية مثل تقبيل أيدي وركب القيادات الحوثية كطقوس "طاعة مقدسة"
 
• دور "الزينبيات": تجنيد النساء والأطفال
 
أكد التقرير أن جهاز "الزينبيات" استخدم النساء لنشر الفكر الطائفي ومراقبة المجتمع، ومارس ضغوطاً على الأمهات لإرسال أبنائهن إلى الجبهات، مستخدماً الحرمان من المساعدات كسلاح للابتزاز.
 
• البعد القانوني الدولي
 
ترى مؤسسة YWEF أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي:
 
– الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) - المادة 18: حرية الفكر والوجدان والدين
 
– العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (1966) - المواد 6 و9 و18: الحق في الحياة، والحرية، وحرية المعتقد
 
– القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف: تحظر استهداف دور العبادة أو استخدامها لأغراض عسكرية
 
– نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية: الاضطهاد الديني والقتل الممنهج يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب
 
• رسالة YWEF إلى العالم
 
اختتمت المؤسسة تقريرها بالتأكيد أن ما يجري في اليمن هو سياسة اضطهاد ديني وطائفي ممنهج، وطالبت بـ:
 
– فتح تحقيق دولي مستقل في الجرائم بحق الأئمة والأقليات ودور العبادة
 
– إحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية لضمان المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب
 
– حماية النساء والأطفال من التجنيد والتلقين القسري
 
– صون حرية الدين والمعتقد وضمان حياد دور العبادة
 
وفي اليوم الأممي لذكرى ضحايا العنف الديني، تردّد المؤسسة صوت الضحايا:
 
«لا إفلات من العقاب.. لا صمت أمام الإرهاب الديني.. لا شرعية لمن يقتل المصلين ويفجر المساجد ويضطهد الأقليات».
 
يقف اليمن اليوم شاهداً على إحدى أبشع صور الاضطهاد الديني في العصر الحديث، حيث تتعرض المساجد والأئمة والأقليات الدينية لانتهاكات ممنهجة، في مشهد يمثل اختباراً حقيقياً لمصداقية المجتمع الدولي في حماية حرية المعتقد وصون قدسية دور العبادة.

ذات صلة