صنعاء.. احتجاجات المجندين تتوسع والإضرابات تمتد للسجون الحوثية

- صنعاء، الساحل الغربي:
- 08:52 2025/08/21
تشهد العاصمة المحتلة صنعاء تصاعداً لافتاً لحالة الاحتقان والرفض بين أوساط السجناء والمجندين الخاضعين لسيطرة مليشيا الحوثي، وسط مؤشرات على تفاقم الأوضاع الداخلية للجماعة في ظل استمرار سياسة القمع والحرمان من الحقوق الأساسية.
دخل عشرات المختطفين في سجن جهاز الأمن والمخابرات الحوثية بمنطقة حدة –خلال الأيام الماضية– في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجاً على ظروف احتجازهم القاسية واستمرار احتجاز بعضهم رغم انتهاء محكومياتهم.
وقالت مصادر حقوقية وصحفية إن المختطفين يطالبون بالإفراج الفوري عن المنتهية محكومياتهم، وتوفير الرعاية الطبية للمصابين بأمراض مزمنة، بعد أن حُرموا من العلاج وأُخضع عدد منهم للضرب المبرح.
وأوضحت المصادر أن إدارة السجن صعّدت من إجراءاتها منذ بدء الإضراب، حيث منعت الزيارات الدورية للأسر في محاولة لفرض عزلة تامة على المختطفين، وهو ما ضاعف من معاناتهم النفسية والجسدية.. ويضم السجن معارضين سياسيين وناشطين حقوقيين وصحفيين، إضافة إلى آخرين اختطفوا على خلفية منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، في مؤشر على استمرار سياسة تكميم الأفواه التي تمارسها المليشيا.
محللون اعتبروا أن الإضراب يكشف جانباً من واقع القمع داخل سجون الحوثيين، مؤكدين أن استمرار احتجاز أفراد بعد انتهاء محكومياتهم –وهم أصلاً ضحايا لأحكام جائرة وغير عادلة– يعد خرقاً صارخاً للقوانين المحلية والمواثيق الدولية.
بالتوازي مع ذلك، شهدت صنعاء خلال اليومين الماضيين احتجاجاً غير مسبوق نفذه العشرات من مجندي المليشيا، معظمهم من أبناء محافظة صعدة، في ميدان السبعين، للمطالبة بصرف رواتبهم المتوقفة منذ أشهر وتحسين أوضاعهم المعيشية داخل المعسكرات.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد غادر المجندون مواقعهم العسكرية بشكل جماعي، رافعين شعارات تطالب بحقوقهم الأساسية، ومنددين بسياسة الإهمال وسوء المعاملة التي يتعرضون لها.
لكن هذه الوقفة لم تدم طويلاً، إذ سارعت قوة عسكرية تابعة لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي إلى محاصرة المحتجين واختطفاهم بالقوة، قبل نقلهم إلى سجن حدة نفسه، في عملية قمعية نُفذت بإشراف مباشر من قيادات أمنية عليا في الجماعة.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن حادثة اختطاف المجندين المحتجين تندرج ضمن سياسة ممنهجة تنتهجها المليشيا لقمع أي أصوات معارضة داخل صفوفها.. فقد شهدت محافظات أخرى حملات مشابهة، طالت مجندين رفضوا المشاركة في جبهات القتال أو اعترضوا على ظروف الخدمة.
ويرى المحللون أن ما يجري يكشف حجم التململ والانقسام المتزايد داخل صفوف المليشيا، وهو ما يضعها أمام صعوبات غير مسبوقة.. فاستمرارها في نهج الإنكار وسياسة القمع والبطش لن يؤدي إلا إلى تعميق الصراعات الداخلية، وتفجير الانشقاقات والتمردات التي ستتسع لاحقاً لتتحول إلى أزمة خانقة تعصف بكيانها من الداخل.