شهدت مديرية الأزارق بمحافظة الضالع مأساة جديدة بعد وفاة طفل يبلغ من العمر سبع سنوات يُدعى "وهيب عبده محمد أحمد"، الإثنين، إثر إصابته بإسهال مائي حاد قبل أن يتمكّن من الوصول إلى المحجر الصحي في منطقة تورصة، في ظل مخاوف متزايدة من تفشٍ وبائي يذكّر بكارثة الكوليرا التي فتكت بعشرات الأطفال في الأعوام الماضية.

 

مصادر طبية أوضحت أن المحجر الصحي الوحيد في المنطقة استقبل خلال الأسابيع الأخيرة عشرات الحالات يومياً، وأن الفحوصات المخبرية أكدت تسجيل أكثر من عشر إصابات بالكوليرا خلال يوليو وأغسطس 2025، وتوقعات بارتفاع الأعداد في ظل الأوضاع الصحية المتدهورة.

 

ويعمل الفريق الطبي المتطوع في المحجر في ظروف شديدة القسوة، حيث يواجه نقصاً حاداً في المحاليل الوريدية والأدوية ومواد النظافة، إضافة إلى حرمان العاملين من أي رواتب أو حوافز، مما يهدد استمرارية تقديم الخدمات.

 

الأزمة تفاقمت بشكل خطير عقب انسحاب مفاجئ لمنظمة الصحة العالمية في 30 يوليو الماضي، بعد ثلاثة أشهر فقط من تقديمها دعماً محدوداً للمحجر الصحي، مبرّرة ذلك بنقص التمويل.. ووفق مصادر طبية، فإن المرفق استقبل خلال فترة الدعم أكثر من 1600 حالة، ما يعكس الحاجة الملحّة لاستمرار المساعدة الإنسانية.

 

العوامل البيئية بدورها تسهم في انتشار الوباء، إذ تختلط مياه الأمطار بالصرف الصحي لتخلق بيئة مثالية لنقل الأمراض، بينما تبقى القرى المحيطة مكشوفة أمام خطر انفجار وبائي قد يحصد أرواح المئات.

 

في مواجهة هذه التطورات أطلق العاملون في المحجر الصحي نداء استغاثة عاجلاً إلى وزارة الصحة والمنظمات الدولية، محذرين من كارثة إنسانية وشيكة ما لم يتم التدخل الفوري وتوفير المستلزمات والدعم الطبي اللازم.