ضبط شحنة حشيش حوثية يفضح مخططاً أوسع لتجارة الكبتاغون العابرة للحدود

- عدن، الساحل الغربي:
- 09:19 2025/08/04
في واقعة أمنية تحمل أبعاداً تتجاوز مجرد التهريب، ضبطت نقطة تابعة للأمن الخاص بمحافظة مأرب أكثر من 70 كيلوجراماً من الحشيش المخدر، كانت مخفية بإحكام في سيارة نوع "هايلوكس" قادمة من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي ومتجهة نحو منفذ العبر الحدودي مع السعودية.
وأوضح مصدر أمني أن أفراد النقطة اشتبهوا في المركبة وسائقها، وأجروا تفتيشاً دقيقاً أسفر عن اكتشاف مكان الإخفاء المحكم للمادة المخدرة، مشيراً إلى أن الشحنة تم تحريزها، وأُحيل السائق إلى الجهات المختصة لمباشرة الإجراءات القانونية.
المثير في هذه الواقعة بحسب المصدر، أنها تمثل مؤشراً جديداً على أن الحوثيين لا يكتفون بتمرير المخدرات بين المحافظات اليمنية، لكنهم يحاولون إنشاء خطوط تهريب منتظمة إلى دول الجوار، وهو ما يُعد تصعيداً نوعياً في استراتيجية الجماعة لاستثمار تجارة المخدرات كمصدر تمويل رئيسي لحربها.
الواقعة الأخيرة تزامنت مع تقارير غربية تكشف أن تجارة الحشيش ليست سوى رأس جبل الجليد في مخطط أوسع يقوده الحوثيون لتحويل اليمن إلى مركز إقليمي جديد لإنتاج وتصدير مخدر "الكبتاغون" الخطير، خلفاً لسوريا بعد انهيار نفوذ نظام الأسد في هذا المجال.
مجلة Foreign Affairs الأمريكية، وفي تقرير استقصائي خطير، كشفت أن جماعة الحوثي دخلت بقوة في سوق الكبتاغون العالمي، بدعم مباشر من إيران وتواطؤ شبكات تهريب إقليمية؛ وأكد التقرير أن الحكومة اليمنية صادرت في يوليو الماضي أكثر من 1.5 مليون حبة كبتاغون كانت في طريقها إلى السعودية، قادمة من مناطق سيطرة الجماعة.
وحذر التقرير من أن أرباح شحنة واحدة فقط يمكن أن تصل إلى 40 مليون دولار، ما يسلط الضوء على حجم التمويل الذي توظفه الجماعة لشن هجمات ضد مصالح إقليمية، خصوصاً في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وفي تقرير آخر نشرته مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية، أكدت أن الحوثيين لم يعودوا مجرد ناقلين للمخدرات، لكنهم باتوا يصنعونها محلياً داخل منشآت خاصة أنشأوها بمساعدة خبراء إيرانيين، وأنهم يعتمدون بشكل رئيسي على الحدود مع السعودية لتسويق منتجاتهم في أكبر سوق استهلاكي للمواد المخدرة بالمنطقة.
التقرير شدد على أن تجارة الكبتاغون أصبحت مصدراً حيوياً لتمويل الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، ما يجعل منها تهديداً أمنياً يتجاوز الجغرافيا اليمنية.
ويحذر محللون من أن اليمن بات مهدداً بأن يصبح "سوريا جديدة" في تجارة الكبتاغون، في ظل ضعف الضغوط الدولية وتباطؤ الاستراتيجية الأمريكية لتفكيك شبكات المخدرات العابرة للحدود.
ومع تزايد التقارير عن شبكات تهريب كبتاغون مرتبطة بالحوثيين امتدت مؤخراً إلى دول أوروبية، تبدو الحاجة ملحة لتحرك دولي حقيقي لمواجهة هذه الظاهرة، خاصة وأن الأموال الناتجة عنها تُستخدم لتمويل نشاطات عسكرية تزعزع أمن المنطقة والعالم.