توفيت المواطنة "فهمية شايف مسعد" من قرية الوبيد عزلة الحوامرة مديرية ماوية بمحافظة تعز، بعد معاناة مؤلمة مع ولادة متعسرة، إثر منع مليشيا الحوثي لأهلها من إسعافها رغم الاستغاثات والمناشدات المتكررة.

 

ووفقاً لإفادة المحامية وقاضي التحقيق إشراق المقطري، بدأت المأساة عند مغرب الخميس الموافق 31 يوليو، حيث تعرضت فهمية لنزيف حاد، وسط محاولات يائسة من أسرتها والجيران لإقناع الحوثيين بالسماح بمرور سيارة الإسعاف أو فتح الطريق المغلق بالحواجز العسكرية المؤدية إلى مركز الرعاية الصحية.. إلا أن هذه المساعي قوبلت بتجاهل وتعنت وصف بـ "غير الإنساني".

 

ومع انسداد السبل، اضطر الأهالي للسير على الأقدام حاملين مصابيح تقليدية في ظلام دامس حتى وصلوا النقاط العسكرية الحوثية، وظلوا يحاولون إقناعهم لساعات، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل؛ وفي تمام الساعة الواحدة فجر الجمعة فارقت فهمية الحياة، ودُفنت صباح السبت في ظل موجة من الحزن والغضب.

 

وتُبرز الخرائط الميدانية للمنطقة انتشار النقاط العسكرية الحوثية في الطرق الحيوية، بما يعوق حركة المدنيين ويمنع وصول المساعدات والخدمات الأساسية، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني.

 

وتسلط هذه الحادثة الضوء على الواقع المأساوي الذي يعيشه الأهالي في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تُقيّد أبسط حقوق الإنسان، وعلى رأسها الحق في التنقل والوصول إلى الرعاية الصحية تحت وطأة الحصار.