تقرير استقصائي يكشف تفاصيل صادمة عن مجزرة أطفال العرسوم في تعز

  • عدن، الساحل الغربي:
  • 11:13 2025/08/01

كشفت منظمة سام للحقوق والحريات، في تقرير استقصائي جديد، عن تفاصيل مروعة لمجزرة راح ضحيتها خمسة أطفال في حي العرسوم بمحافظة تعز، إثر انفجار عنيف وقع مساء الجمعة 11 يوليو 2025، داخل منطقة سكنية مكتظة تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي.
 
ووفقاً للتقرير الذي حمل عنوان "أشلاء في الزاوية المعتمة"، فإن الانفجار وقع في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً بينما كان عدد من الأطفال يلهون بجانب منازلهم، ليتحول المشهد في لحظات إلى مأساة دامية أسفرت عن مقتل خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً، وإصابة مدنيين آخرين، في ظل غياب أي اشتباكات أو قصف متبادل في المنطقة في ذلك التوقيت.
 
تقرير "سام" الصادر عن وحدة تحقيقات المصادر المفتوحة بالمنظمة، رصد تضارباً واضحاً في الروايات بشأن طبيعة الانفجار.. ففيما اتهمت مليشيا الحوثي القوات الحكومية بإطلاق قذيفة هاون من منطقة عصيفرة، رجّح التقرير فرضية بديلة أكثر ترابطاً من الناحية الفنية، تشير إلى أن الانفجار قد يكون ناجماً عن مخلفات غير منفجرة – مقذوفات قديمة أو عبوة ناسفة كانت مدفونة في المكان.
 
واستند التقرير إلى تحليل مرئي وجغرافي وفني، شمل صور الضحايا وشهادات محلية وخصائص السلاح المفترض استخدامه، إلى جانب مشاهد التوثيق التي بثّتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين.
 
وبحسب التقرير، فإن رواية الحوثيين بشأن القصف الخارجي تشوبها تناقضات زمنية وميدانية لافتة، من أبرزها:
 
– غياب الحفرة في التوثيق الأولي للحظة الانفجار
– تصوير الحفرة في اليوم التالي للحادثة وليس أثناء لحظاته الأولى
– تصريحات لشهود قالوا إنهم "حفروا لاستخرج جناح المقذوف" وهو ما يضعف فرضية سقوطه لحظياً
– تأخر التغطية الإعلامية من قناة "المسيرة" التي لم تنشر أي خبر حتى مرور ساعات على الحادثة
 
تلك المؤشرات بحسب تقرير "سام"، تعزز من احتمال أن يكون مسرح الحادثة قد خضع لإعادة ترتيب أو "إخراج إعلامي" لخدمة أهداف سياسية، وهو ما يفرض ضرورة إجراء تحقيق ميداني مستقل.
 
نظراً لأن الحادثة وقعت في منطقة خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، اعتبر التقرير أن المسؤولية الأولية في تأمين المدنيين وإزالة أي ذخائر غير منفجرة تقع على عاتق المليشيا، مشدداً على أن تجاهل هذه المسؤوليات يُعد انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني.
 
كما نبّه التقرير إلى أن استخدام الأحياء السكنية كمناطق تخزين أو إطلاق نيران يمثل خطراً بالغاً –خصوصاُ على الأطفال– الذين يظلون الحلقة الأضعف في دوامة الصراع المستمرة.
 
طالبت "سام" بفتح تحقيق ميداني فني ومحايد، تحت إشراف خبراء أسلحة وطب شرعي وجهات حقوقية مستقلة، لفحص موقع الانفجار وتحليل بقايا المقذوفات، وتحديد طبيعة الانفجار بناءً على أدلة واقعية، وليس روايات غير مدعّمة.
 
كما أوصى التقرير بإجراء مسح شامل لمحيط الحادثة، وضمان سلامة الشهود، وإدراج المجزرة ضمن تقارير الأمم المتحدة الخاصة بانتهاكات حقوق الأطفال في النزاعات المسلحة.
 
أكّد التقرير أن فاجعة العرسوم تُمثل جرحاً مفتوحاً في الذاكرة الإنسانية لليمن، ويُخشى أن تُضاف إلى قائمة طويلة من الجرائم التي طُمس فيها صوت الضحايا تحت ركام السرديات المتضاربة، محذراً من أن الإفلات من العقاب سيبقى القاعدة ما لم يتم فتح تحقيق عادل وشامل يعيد الاعتبار للعدالة والكرامة الإنسانية.
 
للاطلاع على التقرير الكامل، يمكن زيارة موقع المنظمة عبر الرابط التالي:

ذات صلة