الحوثيون يدشّنون المرحلة الثانية من "تجنيد الأكاديميين".. دورات قتالية قسرية لكوادر التعليم والصحة في صنعاء

- صنعاء، الساحل الغربي:
- 10:01 2025/08/01
في تصعيد خطير يستهدف جوهر المؤسسات التعليمية والصحية، دشّنت مليشيا الحوثي المرحلة الثانية من الدورات القتالية التي تفرضها قسراً على الأكاديميين والموظفين في الجامعات والمرافق الطبية والتعليمية الواقعة تحت سيطرتها، تحت مسمى "التعبئة العامة".
ووفق مصادر أكاديمية وطبية متطابقة، انطلقت المرحلة الثانية من هذه الدورات من كلية الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، لتشمل كوادر سبق إخضاعها في المرحلة الأولى، وامتدت لتطول جامعات خاصة وحكومية بينها: جامعة الناصر، وجامعة أزال، والجامعة الإماراتية، وجامعة صنعاء، إضافةً إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا، ومستشفيات أخرى، إلى جانب معلمين من مدارس خاصة مثل الإشراق والنهضة الحديثة.
وأوضحت المصادر أن هذه الدورات، التي تُقام تحت تهديدات مباشرة، تبدأ بجانب نظري يمتد لأسبوع، يتبعه تدريب عملي مكثف في معسكرات حوثية، أبرزها معسكر "الصباحة" في جبل عصر غرب صنعاء؛ وتشمل التدريبات استخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة، مثل الكلاشينكوف وقذائف الـRPG والمدفعية 12.7، إضافة إلى تدريبات على القنص، والزحف، واجتياز الحواجز، واقتحام المواقع.
ويُجبر المشاركون بمن فيهم أساتذة جامعات وأطباء، على التصوير أثناء التدريبات القتالية، وتُمنع أي محاولة انسحاب، في ظل رقابة صارمة من مشرفي المليشيا؛ كما أرسلت ما تسمى بـ"وزارة الدفاع الحوثية" لجاناً ميدانية إلى مواقع التدريب لتسجيل بيانات المشاركين ومنحهم أرقاماً عسكرية، تمهيداً لاستدعائهم لاحقاً إلى جبهات القتال.
وتُختتم هذه الدورات بزيارة إجبارية إلى ضريح مؤسس الجماعة، حسين بدر الدين الحوثي، في جبال مران بمحافظة صعدة، حيث يُطلب من المشاركين أداء طقوس دينية-سياسية تشمل "التحية" وترديد قسم الولاء والطاعة لزعيم المليشيا عبدالملك الحوثي.
الخطير في هذه الممارسات كما تشير المصادر، هو أن المليشيا تحوّل الجامعات والمستشفيات من مؤسسات مدنية إلى ساحات تعبئة وتجنيد تخدم مشروعاً عسكرياً طائفياً؛ وقد أعربت أوساط أكاديمية وصحية عن قلق بالغ من توسع هذه الظاهرة، في ظل صمت رسمي واختفاء تام لأصوات الاعتراض داخل المؤسسات التي باتت تعمل تحت تهديد السلاح والولاء الإجباري.
ويرى ناشطون أن استمرار هذه الدورات يمثل انتهاكاً صارخاً لحرمة التعليم وحياد المهنة الطبية، ويكشف عن توجه ممنهج لتفريغ المؤسسات الأكاديمية من مضمونها العلمي وتحويل كوادرها إلى أدوات قتالية في مشروع جماعة لا تؤمن إلا بالعنف وسيلة للسيطرة.