صالح هبره: "الاستحمار الداخلي أخطر من الاستعمار الخارجي"
صنعاء، الساحل الغربي:
12:48 2025/07/09
وجّه صالح هبره أحد أبرز مؤسسي الجماعة، نقداً لاذعاً لما سماه بـ"الاستحمار الداخلي" في وصفٍ قاسٍ للواقع الذي تعيشه اليمن –في المحافظات الخاضعة للحوثيين– منذ سيطرة المليشيا على مفاصل الدولة باسم الدين والشعارات العقائدية الزائفة.
وقال هبره في منشور له، إن الفترة الممتدة منذ عام 2010 وحتى اليوم تُعد من أسوأ المراحل التي مر بها اليمن، من حيث انهيار الدولة وإذلال المواطن، لكنها كانت في الوقت ذاته المرحلة الأوضح لكشف الزيف وتعرية الحقائق التي كانت مغيّبة.. وأكد أن تجربة جماعة الحوثي كما هو حال سائر حركات الإسلام السياسي، أثبتت أنها لا تؤسس لدولة بل تُمتهن بالسلطة، وتحترف أدوات (التجهيل والتجويع والتلذذ بمعاناة الشعوب، حتى من أتباعها).
وأضاف هبره أن هذه الجماعات تتخذ من الدين وسيلة للسيطرة، تحرّمه حين تشاء وتحلّله حين تشاء، وتبني شرعيتها على الكذب والظلم والقتل، معتبراً أن الإنسان بات (أرخص ما في قاموسها) وأن هذه الحركات لا تكتفي بامتهان خصومها بل تستعبد حتى جمهورها من خلال خطاب ديني مشوّه ومفصّل على مقاسات المصالح والهيمنة.
ووجّه القيادي السابق في الجماعة اتهامات صريحة بتزوير التاريخ وتلفيق البطولات لتجميل وجه السلطة، في حين غُيّبت أسماء المناضلين الحقيقيين الذين لم يكن لهم صوت أو نفوذ، قائلاً: (ما رُوّج له من بطولات لم يكن سوى أكاذيب لخدمة السلطة، فيما طُمست أسماء الشرفاء).
وختم هبره منشوره بعبارة تختصر مأساة اليمن في المحافظات تحت سيطرة الحوثيين: (المشكلة ليست في الاستعمار الخارجي بل في الاستحمار الداخلي) في أقوى توصيف يُطلقه قيادي من الصف الأول في الجماعة، كان ذات يوم من صناع مشروعها، قبل أن يُقصى منها ويشهد –بحسب وصفه– على "الانحدار الكبير باسم الله".
وتُعد هذه التصريحات واحدة من أكثر الشهادات جرأة ووضوحاً حول طبيعة الجماعة الحوثية ونهجها العقائدي السلطوي، وتُظهر بجلاء مدى الانقسام الداخلي والتآكل في بنية الجماعة، بالتزامن مع تصاعد السخط الشعبي من سياسات القمع والفقر والنهب التي تطول الجميع بلا استثناء.