دويد يكتب: حين تتقدّم إيران على إسرائيل في قائمة الأعداء

  • المخا، الساحل الغربي:
  • قبل 5 ساعة و 14 دقيقة

‏منذ اندلاع الحرب بين الكيان الاسرائيلي و إيران، في 13 يونيو، والتبايبن تجاه هذه الحرب واضح على المستوى الشعبي العربي.
 
إسرائيل كيان غاصب ارتكب، ولا يزال، جرائم فظيعة مروعة بحق الفلسطينيين قتلاً لعشرات الآلاف وتهجيراً لمئات آلاف آخرين. 
 
النظام الإيراني، من جهته، و الذي يحظى بعمق مذهبي، طائفي، في الدول العربية؛ أسقط خلال تنفيذ مشروعه التوسعي وعبر أدواته الطائفية أربع دول عربية، بمؤسساتها وأجهزتها وسيادتها، وتسبب بشكل مباشر في قتل عشرات الآلاف وتهجير الملايين، خصوصا في سوريا والعراق واليمن ولبنان. ويسعى لتحقيق نفس الدمار الطائفي في البحرين وشرق السعودية.
 
التباين والانقسام، الطفيف لحدٍ ما، في الشارع العربي؛ حالة طبيعية وبحكم الظروف والحالة التي يعيشها كل شعب عربي، و لكلٍ أسبابه وتفسيره في موقفه، فمن تأذى بلده وشعبه من تصدير الثورة الطائفية الإيرانية، لا يمكن إلا أن يكون محقاً في موقفه الذي يرى النظام الايراني في المرتبة الأولى ومتقدمة على إسرائيل في قائمة الدول العدوانية الأكثر خطورة.
 
أما المواطن الذي لم يتضرر وطنه من إيران بشكل مباشر فبالتأكيد سيكون الكيان الأسرائيلي هو الأخطر بالنسبة له.
 
وهذا منطق شديد الدلالة على المأزق الذي صنعته إيران نفسها بنفسها داخل مجتمعاتنا العربية، فلولا عدوانها الطائفي الفج على بلداننا لكانت مجتمعاتنا وأنظمتنا متحدة في الموقف معها.
 
ويبقى دائما الشيء الغريب العجيب موقف من لا يؤمن بالدولة الوطنية، ويصطف إلى جانب الأيديولوجيات العابرة للدول ويظل منقاداً للأفكار التي تنتجها تلك الأيديولوجيات حتى وإن كانت جهاراً ضد وطنه وشعبه، ولاضير لديه إن دُمرت بلاده في سبيل سلامة عاصمته الإيديولوجية.

ذات صلة