حصاد| واشنطن: مفاوضات النووي الإيراني "توقفت" .. موسكو: "زحف" الناتو في أوكرانيا "بدأ"
الساحل الغربي ، وكالات :
12:19 2021/12/18
توقف في مفاوضات البرنامج النووي الايراني والقوى الأوروبية تدعو لاستئنافها سريعا
فيينا (أ ف ب) – تحدث المفاوضون حول الملف النووي الايراني الجمعة اثناء مغادرتهم عن تقدم طفيف في المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي مع إيران، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة استئنافها في أسرع وقت تجنبا لفشلها.
وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا والمانيا وبريطانيا إنه "تم احراز بعض التقدم على المستوى التقني في الساعات ال24 الأخيرة" في اجتماع فيينا الهادف لأنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين ايران والقوى الكبرى.
لكنهم حذروا من "أننا نتجه سريعا إلى نهاية الطريق في هذه المفاوضات".
اختتم المفاوضون مع نظرائهم من ايران والصين وروسيا الجولة السابعة من المفاوضات بعد عدة أيام من المحادثات المكثفة ولم يحددوا موعدا على أمل عقد جلسة قبل نهاية السنة.
وقالوا إن رئيس الوفد الايراني المفاوض علي باقري عبر عن رغبة في العودة الى طهران، معتبرين ان "التوقف مخيب للآمال" في المحادثات لسبب لم يحدد.
وأكد الدبلوماسيون ان جميع الشركاء الآخرين "مستعدون لمواصلة المحادثات" ودعوا الايرانيين الى "استئنافها سريعا" وتسريع وتيرتها.
"نقطة انطلاق"
قال منسق الاتحاد الأوروبي انريكي مورا الذي تحدث للصحافيين امام قصر كوبورغ في العاصمة النمساوية حيث عقدت المحادثات "ليس لدينا أشهر أمامنا وانما أسابيع".
وأضاف "لا يمكنني أن أعلن بعد عن موعد رسمي" لاستئنافها.
بعد جولة أولى في الربيع قطعت بسبب انتخاب رئيس ايراني جديد من المحافظين المتشددين في حزيران/يونيو، التقى الدبلوماسيون في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر واجروا منذ ذلك الحين محادثات مكثفة تخللها توقف قصير.
وأكد مصدر من مجموعة الدبلوماسيين الثلاثة "لقد اتفقنا أخيرا على نقطة انطلاق للمحادثات" بعدما كان اشار قبل ايام الى المطالب "المتشددة" من طهران.
وأضاف "الآن يجب الدخول في صلب الموضوع".
من جهته، قال كبير مفاوضي طهران علي باقري "تضمنت هذه الجولة من المحادثات نقل آراء ومواقف الحكومة الجديدة"، مضيفا "لدينا الآن مسودتان جديدتان، الأولى حول الغاء الحظر المفروض والثانية حول الإجراءات النووية".
ويكمن التحدي الأساسي للمفاوضات في إعادة الولايات المتحدة الى الاتفاق، حيث تشارك واشنطن بشكل غير مباشر.
في عام 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم في فيينا عام 2015 ويهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية ضد إيران. ثم أعادت فرض عقوبات على طهران تؤثر بشدة على الاقتصاد الإيراني.
وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجا عن تنفيذ غالبية الالتزامات الأساسية التي ينصّ عليها.
"شكوك"
كما ان وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة مراقبة الطابع السلمي للانشطة الايرانية، الى المواقع خفض كثيرا في الأشهر الماضية.
توصلت الوكالة الأممية التي تشكو من نقص تعاون الجمهورية الإسلامية الى ترتيب الأربعاء حول استبدال كاميرات المراقبة في موقع كرج النووي في غرب طهران.
كانت هذه المعدات تضررت في 23 حزيران/يونيو الماضي حين أعلنت ايران عن إحباط عملية "تخريب" طاولت أحد المباني التابعة لمنظمة الطاقة الذرية غرب طهران، واتهمت إسرائيل بالوقوف خلفها. وأفادت وسائل إعلام إيرانية في حينه أن المبنى المستهدف كان منشأة كرج.
ما وصفته الجمهورية الإسلامية ب"ببادرة حسن نية" من جانبها أتاح تجنب "أزمة على المدى القصير" وانفراج أجواء المحادثات بعض الشيء بحسب ما قال خبراء.
وأشاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الجمعة أمام الصحافيين ب"خطوة مهمة".
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الجمعة أمام الصحافيين
لكنه عبر عن "شكوك" بشأن عدم وجود بيانات من إحدى كاميرات المراقبة للموقع.
وقال "آمل أن يعطونا إجابة لأن من الغريب جدا" أن تختفي.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في طهران الخميس إنه قبل إعادة تركيب الكاميرات، ستقوم الوكالة الدولية "بشرح طريقة عملها بحضور مسؤولي الأمن والقضاء لدينا".
ايران مقتنعة بأن التخريب الذي حصل في كرج أصبح ممكنا من خلال قرصنة معلومات جمعتها كاميرات المراقبة هذه.
وشدد غروسي على أن هذه فرضية "سخيفة" وحضر إلى المؤتمر الصحافي مع إحدى هذه الكاميرات لدعم تصريحاته.
واشنطن : مفاوضات العودة للاتفاق النووي مع إيران لن تنجح
واشنطن (وكالات) –تحدثت واشنطن لأول مرة عن أن مفاوضات العودة للاتفاق النووي مع إيران لن تنجح.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان إن المحادثات النووية مع إيران لا تسير على ما يرام، مردفا أن بلاده أبلغت إيران عبر وسطاء أنها متنبهة لتقدمها النووي.
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان
وتابع مستشار الأمن القومي الأميركي قائلا: يبدو أننا لن نجد طريقا للعودة إلى الاتفاق النووي.
> الكرملين: التدخل "الزاحف" للناتو في أوكرانيا بدأ ولن نقف مكتوفي الأيدي
روسيا تعرض مقترحات لخفض التوتر مع الغرب وواشنطن تقول إنها "مستعدة لبحثها"
موسكو (أ ب) - قال الكرملين الجمعة، إن التدخل "الزاحف" للناتو في أوكرانيا بدأ ولن نقف مكتوفي الأيدي
وأبدت الولايات المتحدة، في وقت سابق الجمعة، استعدادها لبحث اقتراحات روسيا الهادفة إلى الحد من نفوذ واشنطن وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في محيطها المجاور، لكنها حذرت في الوقت نفسه من "تداعيات كبيرة" في حال جرى تدخل عسكري روسي في أوكرانيا.
(أ ف ب) - عرضت روسيا الجمعة مقترحاتها للحد بشكل جذري من نفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في جوارها، وأبدت واشنطن استعدادها لمناقشة المقترحات بالتشاور مع الأوروبيين.
ويأتي نشر هذه الوثائق على خلفية التشنجات المتعاظمة بين موسكو والدول الغربية بشأن أوكرانيا، التي يتهم الأمريكيون والأوروبيون روسيا بالتحضير لهجوم عسكري عليها.
وتعليقا على هذه المقتراحات، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنه "لا مفاوضات حول الأمن الأوروبي بدون حلفائنا وشركائنا الأوروبيين". بدوره، قال مسؤول أمريكي كبير للصحافيين إن بلاده "مستعدة لمناقشة" هذه الوثائق حتى لو تضمنت "أمورا معينة يعرف الروس أنها غير مقبولة". مضيفا "إذا شن عدوان آخر على أوكرانيا، فسيكون له عواقب وخيمة، وسيكون مكلفا للغاية".
"معاهدة بشأن الضمانات الأمنية"
وينص الاقتراحان اللذان أطلق عليهما "معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الضمانات الأمنية" و"اتفاق حول تدابير لضمان أمن روسيا والدول الأعضاء" في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على حظر أي توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في الجمهوريات السوفياتية السابقة.
ومن غير المعتاد أن يعرض دبلوماسيون علنا وثائق عمل كهذه حيث إن التكتم يسمح عموما بإعطاء هامش تحرك ضروري للمفاوضين. وفي هذا الشأن، قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف مقدما للصحافة إن هذه الوثائق التي سلمت هذا الأسبوع لمسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية "من الضروري تدوين الضمانات الأمنية لروسيا وأن تكون لها قوة القانون". كما اقترح بدء مفاوضات "اعتبار من السبت 18 ديسمبر/كانون الأول"، وقال إن موسكو عرضت على الأمريكيين عقدها في جنيف.
من جانبه، قال المسؤول الأمريكي "نحن مستعدون لمناقشة" هذه الوثائق حتى لو "تضمنت أشياء معينة يعرف الروس أنها غير مقبولة"، مضيفا أن الولايات المتحدة ستقدم "الأسبوع المقبل اقتراحا ملموسا في شكل أكبر" بشأن صيغة النقاشات بعد التشاور مع حلفائها الأوروبيين.
وتقع كل من الوثيقتين في أربع صفحات وتتضمنان تسعة وثمانية بنود على التوالي. وقال ريابكوف إن هذه المقترحات هي وسيلة لاستئناف التعاون الروسي-الغربي في "الغياب التام للثقة المتبادلة" مع الأخذ في الاعتبار السياسة "العدائية" لحلف شمال الأطلسي "في جوار روسيا". واعتبر المسؤول أن الأمر هو "لاستئناف العلاقة استنادا إلى صفحة بيضاء".
وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دعا الثلاثاء إلى مفاوضات "فورية" حول الضمانات التي ينبغي أن تقدم لأمن روسيا. وفي محادثات عبر الإنترنت مطلع ديسمبر/كانون الأول طلب من نظيره الأمريكي جو بايدن ضمانات قانونية كهذه.
"دول الاتحاد السوفياتي السابق.. خط أحمر"
ومن بين التزامات أخرى، تحظر هذه المعاهدات على الولايات المتحدة إنشاء قواعد عسكرية في أي دولة من دول الاتحاد السوفياتي السابق ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي ولا حتى "استخدام بنيتها التحتية في أي نشاط عسكري أو تطوير تعاون عسكري ثنائي" معها. كما يتعهد بموجبها كل أعضاء حلف شمال الأطلسي عدم الاستمرار في توسيع الناتو وعدم القيام بأي "نشاط عسكري على أراضي أوكرانيا وفي بلدان أخرى من أوروبا الشرقية وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى".
لكن الناطقة باسم البيت الأبيض أكدت الجمعة "لن نساوم إطلاقا على المبادئ الأساسية للأمن الأوروبي، وخصوصا حق جميع البلدان في أن تقرر مصيرها وسياستها الخارجية بدون أن تخضع لأي نفوذ خارجي". ويشكل توسع الناتو ليشمل جمهوريات سابقة في الاتحاد السوفياتي خطا أحمر بالنسبة لموسكو بيد أن أوكرانيا وجورجيا مرشحتان للانضمام إلى الحلف.
وقال الخبير الروسي كونستنتان كالاتشيف إن الاقتراحات التي عرضت الجمعة "غير واقعية. وسينظر إليها الأمريكيون على أنها جولة دعاية لتحويل الأنظار عن تصرفات موسكو وتسليط الضوء على سلوك حلف شمال الأطلسي". مضيفا "من المهم بالنسبة لروسيا أن تظهر أن التهديد لا يأتي منها وأنها لا تنوي مهاجمة أوكرانيا أو بدء حرب على الولايات المتحدة".
حرب جديدة؟
وضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية وينظر إليها على أنها راعية الانفصاليين المؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا حيث أدت حرب أهلية إلى سقوط نحو 13 ألف قتيل منذ 2014. وهزمت روسيا جورجيا في حرب خاطفة العام 2008. ورفضت الدول الغربية إغلاق أبواب حلف شمال الأطلسي أمام هذين البلدين إلا أنها جمدت في الواقع عملية الانضمام.
وتتهم واشنطن وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي موسكو بحشد عشرات آلاف العسكريين عند حدود أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة تحضيرا لغزو محتمل وتهدد روسيا بعقوبات غير مسبوقة. إلا أن الكرملين يفند تلك المزاعم ويقول إن روسيا مهددة من الناتو الذي يسلح كييف ويزيد من انتشاره العسكري في منطقة البحر الأسود.
جنود أوكرانيون على الجبهة يعقدون آمالهم على الحلف الأطلسي
بيسكي (Ukraine) (أ ف ب) – يرى عسكريون أوكرانيون منتشرون على الجبهة بمواجهة الانفصاليين الموالين لروسيا، أن وحده الانضمام إلى الحلف الأطلسي سيحمي أوكرانيا، مؤكدين أن العقوبات الغربية لن تكبح مطامع الكرملين.
ينتشر فيكتور، وهو من قدامى سلاح المشاة الأوكراني وعمره 56 عاما، في بلدة بيسكي على مقربة من دونيتسك، "عاصمة" الانفصاليين الذين يحاربون قوات كييف في شرق أوكرانيا منذ حوالى ثماني سنوات بدعم من موسكو.
وكان فيكتور الذي خدم في الماضي في الجيش السوفياتي، يعتبر في شبابه الحلف الأطلسي بمثابة العدو الأول. لكنه اليوم يؤكد أن على أوكرانيا الانضمام إليه.
ويقول العسكري وهو يحمل بندقية كلاشنيكوف "إذا شنت روسيا هجوما علينا، سيكون من الصعب أن نصمد بمفردنا. ... معظم عسكريينا يعتقدون أن علينا الانضمام إلى الحلف الأطلسي".
رددت روسيا مرارا أن هذا الانضمام يشكل خطًا أحمر وهي تحشد عشرات آلاف الجنود على حدود أوكرانيا مثيرة مخاوف من أن تكون تعد لغزو هذا البلد.
وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأميركي جو بايدن بضمانات قانونية تستبعد أي توسيع للحلف مستقبلا إلى الشرق، وهو شرط لا بد منه حتى تشعر موسكو أنها "بأمان" بمواجهة خصومها الغربيين.
ورفض الأميركيون والأوروبيون حتى الآن طلب الكرملين، لكن الواقع أن الغربيين جمدوا منذ سنوات عملية انضمام أوكرانيا، ما يثير استياء كييف.
وإزاء مخاطر اجتياح روسي لهذا البلد، تتوعد القوى الغربية، من واشنطن إلى برلين مرورا ببروكسل وباريس، بفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا في حال هاجمت أوكرانيا.
غير أن هذا الموقف لا يقنع الجنود على الجبهة الأوكرانية، لا سيما وأن أيا من العقوبات المفروضة على روسيا منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا عام 2014 لم تؤثر على خطها السياسي.
ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية بدون أن تتزحزح منها، كما تواصل دعم الانفصاليين في الشرق الأوكراني في الحرب المستمرة منذ نحو ثماني سنوات والتي أسفرت عن أكثر من 13 ألف قتيل.
"لنكن صادقين"
وعلى ضوء كل ذلك، يعتبر فلاديسلاف العسكري البالغ 22 عاما أن وحده الانضمام إلى الحلف الأطلسي يمكن أن ينقذ أوكرانيا.
وقال الشاب "إذا قامت دولة مثل روسيا، دولة مهاجمة، باجتياح أراضينا، عندها سيترتب على أسرة الحلف الأطلسي أن تساعدنا بالعديد والعتاد".
ولفت فيكتور، الجندي البالغ 45 عاما، إلى أن كل العقوبات المفروضة على روسيا لم تكن مجدية.
وقال إن هذه التدابير "لا تلحق أضرارا كبرى بالاقتصاد الروسي".
ويعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي التقى قادة الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي الأربعاء والخميس في بروكسل، أن انتظار اجتياح لفرض عقوبات أمر عبثي.
وصرح في بروكسل "لنكن صادقين، لا مصلحة لأحد في سياسة العقوبات بعد" وقوع عملية اجتياح.
ويرى أن على الغربيين فرض عقوبات "شديدة" بدون إبطاء، تكون تدابير استباقية واسعة النطاق بحيث تمنع أي تصعيد عسكري على الأرض.
غير أن كل هذه المماطلة أثارت خيبة أمل كبيرة في شرق أوكرانيا.
وقال أندريي، عامل المناجم السابق البالغ 49 عاما والذي يقاتل منذ ست سنوات في خنادق الجيش الأوكراني إن الغرب "يسعى وراء مصالحه ... يجدر بنا ألا نعتمد سوى على أنفسنا".